هيثم كابو

بعد ما غُنا العيد يكمل


بعد ما غُنا العيد يكمل
[JUSTIFY] * طرحت من قبل حزمة من التساؤلات مفادها:
(هل الصوت الطروب وحده يمكن أن يمنح الساحة الفنية مغنياً يشكل إضافة حقيقية..؟؟ وهل ما نطمع فيه نحن كشباب هو ظهور عارض لمطرب يتجاوز الزمن سريعاً وتلفه خيوط النسيان أم فنان حقيقي يعبّر عن هموم وآمال وآلام جيل بأكمله..؟؟ أليس ما نحتاج إليه وننشده هو مطرب يدرك حقيقة أن الأغنيات تمثل وثائق للتاريخ السياسي والاجتماعي والاقتصادي ويسعى عبرها جاهداً للتوثيق لحقبة زمنية عاشها قبل أن يعمل على تسجيل نبرات صوته وأغنياته..؟؟).
* هل الحنجرة الندية وروعة الأداء وحدهما يمكن أن تكونا جناحان يحلّقان بموهوب حتى يضعانه في صدر قائمة الفنانين..؟؟ أم أن الفنان أصبح مؤسسة متكاملة يتم التخطيط لها بدراسة وعمق وتروٍ حتى يتسنى له أن يكون صاحب تجربة مختلفة لها عميق الأثر وكبير التأثير..؟؟ ولا شك أن الجزئية الثانية من الاستفهام تمثل ملمحاً من تعريف الفنان الحقيقي وفق المتغيرات الراهنة والأمل المنشود وسقوف الطموح التي لا تحدها حدود..!!
* لا للمكابرة .. نعم لقراءة الواقع الفني جيّداً من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه .. فالخارطة الغنائية تغيّرت كثيراً واختلفت ملامحها وتفاصيلها، وظهرت أصوات جديدة بينما فقدت أخرى مقاعدها وتبدلت الأرقام في بورصة الذيوع والحفلات والصيت والانتشار وتداول الأغنيات.. !!
* لم يعد الشريط هو وسيلة اقتناء الأغنيات الوحيدة بعد إنقراض مملكة الكاسيت.. فمواقع الانترنت وقنوات الأغاني وإذاعات الـ(أف أم) قد تغنيك عن كثير من الالبومات شريطة أن يكون لك جديداً غنائياً مرغوباً فليس (بالأمنيات) وحدها يحيا الفنان..!!
* الواقع يا سادتي يقول أن مياهاً كثيرة جرت من تحت الجسر الفني بينما تظل كثير من الأصوات ثابتة في مكانها و(محلك سر)..!!
* أسماء كثيرة بالمشهد الفني تحتاج لمراجعة أنفسها وجرد حساب صادق ومحاسبة صارمة حتي لا يأتي اليوم الذي تعض فيه بنان الحسرة والندم.. أسماء معروفة في حاجة ماسة لمن يصب النصح الحارق في أذنيها حتي يبلل الخجل رؤوسها.. بورصة القراءات تشير الي هبوط أسهم أسماء غنائية ذات وزن و (تدحرج) أسماء أخري من الفنانين (بين بين).. أسماء لنجوم أفلت وأخرى صعدت ثم سريعاً ما هبطت شملها الطوفان والمد.. أسماء تحتاج إلى المناصحة حتى لا تكمل فواصل عملية الانتحار الفني التي دخلت فيها عن عمد وبلا قصد..!!
* امتلأت القنوات الفضائية بالغناء في العيد، ولكن ما أكثر المغنيين وما أقل الفنانين ..!
* كنت أود ذكر أسماء أولئك المطربين المحتاجين للوقفة واحداً تلو الآخر ولكن ضيق المساحة وقف حاجزاً أمام العدد الكبير الذي شملته القائمة، كما أن حصافة القارئ تدفعنا الي الحديث عن الحالات وتوصيفها فقط بينما نترك له مهمة ذكر وترتيب الأسماء(ولكننا لا نعدهم بعدم العودة للحديث حول هذا الموضوع بالاسماء .. اصلو نحنا ما مضمونين)..!!
أنفاس متقطعة
* كثير من المطربين الشباب مجرد حناجر بلا أفكار، وأصوات بلا أغنيات..!!
* صدق العقاد عندما قال :
(أنك لا تحب حين تختار ولا تختار حين تحب)..!!
*(أتحبني … أتحبني .. بعد الذي كانا
أني احبك رغم ما كانا .. ماضيك لا انوي إثارته
حسبي بأنك هاهنا الآنا).
* أجمل ما قرأت مؤخراً حروفاً خطها يراع نادية عابد قالت فيها: (الفتور في العاطفة شئ عادي جداً ومن السذاجة تفسيره بأن هناك (إمرأة أخرى).. الفتور يعتري النهر والقلب والبحر)..!!
نفس أخير
* ولنردد خلف جمال عبدالرحيم :
(.. كان عمري إتناشر سنة..
شايل التقيلة مبكرة..
رحال بدون زاد لا متاع..
كان لي كتاب ومفكرة..
لميت شتات بعض الحروف..
وقرايتي تبدو مكسرة..
من قمت من بيتنا ومشيت..
بطاقتي صورة مصغرة..
شايل معاي شنطة صفيح..
حزمة هموم..
ولداً متين بقى للسفر..
والإغتراب والدردرة..!!)

[/JUSTIFY]

ضد التيار – صحيفة اليوم التالي