د/ عادل الصادق المكي

عثمان ميرغني أم عمر بن الخطاب

[SIZE=5][JUSTIFY][CENTER][B] عثمان ميرغني أم عمر بن الخطاب [/B][/CENTER]

(اختصم عمرو بن العاص في أرض مع يهودية إبان حكمه لمصر في عهد عمر بن الخطاب، فأخذ جزءا من أرضها، فقالت له: (والله لأشكينك إلى أمير المؤمنين)، فذهبت إلى المدينة
وسألت عن عمر بن الخطاب، فرأته في وسط الطين يعمل في بناء مسجد، ولما شكت له حال عمرو بن العاص فى مصر، جاء بقطعة من الفخار وكتب عليها رسالة، وقال لها: سلميها إلى عاملنا عمرو بن العاص، فاستخفت به اليهودية وبرسالته لأنها لم تستطع قراءتها ورمتها في الأرض احتقارا لشأنها، فأخذ عبدها قطعة الفخار التي كتبت عليها الرسالة ووضعها في جيبه، ولما وصلت المرأة إلى مصر، سألها عمرو بن العاص، فحكت له ما حدث، فقال: أين قطعة الفخار؟، فقالت المرأة: رميتها ولم أهتم بها، فقال العبد الذي كان معها: ولكني أتيت بها معي، قال عمرو بن العاص: فأرينيها.. فأخذ عمرو الرسالة وقرأها وقبلها ووضعها فوق رأسه، وقال للعمال: كفوا عن البناء. قالت اليهودية في عجب: وما الذي حملك على هذا، قال أمرني بذلك أمير المؤمنين، ولابد أن ألتزم أمره، قالت اليهودية: ولكني لم أقرأ شيئا في الرسالة، قال عمرو: لأنها كتبت بنور الإيمان فلا تقرأ إلا بنور الإيمان، فما كان من اليهودية إلا أن أعلنت إسلامها إزاء هذا الموقف، وأعطاها عمرو الرسالة لتقرأها، فإذا مكتوب فيها بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب إلى عمر بن العاص عاملنا على مصر، أما بعد.. فنحن أحق بالعدل من كسرى يا عمرو، فما كان من اليهودية إلا أن قامت بإتمام بناء المسجد على نفقتها الخاصة).
“منقولة بي ضبانتا”.. انتهت قصة اليهودية، إن بالرسالة تذكيراً وإشارة من ابن الخطاب لابن العاص لحادثة حدثت لهم وهم ضيوف في ديار كسرى، فوقع عليهم ظلم من ابن كسرى فشكو إلى كسرى ابنه، فأنصفهم كبير المجوس من ابنه.
حزنت جدا لما حدث للأستاذ عثمان ميرغني.. وحزني الأكبر على البلد.. أشفقت على المعتدين كما إشفاقي على الأستاذ عثمان.. أراهم قرأوا ما كتبه عثمان ولم يجيدوا القراءة.. أو أجادوها ووعوها وفهموها فلم يحتملوا ما بها.. فضاقوا ذرعا.. ولو كانوا في عصر بن الخطاب وقرأوا رسالته وهو يمتدح عدل كسرى، وأنهم هم حكام المسلمين أحق بالعدل بفضل الإسلام.. لجردوا له التجريدة.. وهاجموه وهو نائم مطمئن تحت شجرة.. وأعملوا فيه عكاكيزهم.. واتهموه بمدح المجوس ومحاولة التطبيع مع الفرس.. لأنه قال إن كسرى عادل لا يظلم أحد.. قرأت مقال عثمان أكثر من مرة.. فتمثلت لي مقولة ابن الخطاب على لسان عثمان للحكام المسلمين: (أنتم أحق بالعدل من حكام إسرائيل).!!

[/SIZE][/JUSTIFY]

الباب البجيب الريح- صحيفة اليوم التالي