عبد اللطيف البوني

ود الحسين حضر ولم يجدهم


[ALIGN=CENTER]ود الحسين حضر ولم يجدهم[/ALIGN] بعد زخم اعلامي وترويج غير مسبوق استمر لعدة اسابيع، جاء باراك حسين اوباما للقاهرة لمخاطبة العالم الاسلامي ومن داخل القاعة الكبرى في جامعة القاهرة التي تأسست العام 1908 (بعد مدرسة كتشنر الطبية في الخرطوم) خاطب اوباما «2500» شخص نصفهم دعته السفارة الامريكية ونصف دعته رئاسة الجمهورية ولكن المؤكد ان عشرات الملايين قد سمعوا وشاهدوا خطاب اوباما لأن كل فضائيات الدنيا الكبرى قد نقلته على الهواء مباشرة علماً بأن اوباما كان قد خاطب العالم الاسلامي من تركيا ووجه خطابا مباشراً لايران وغير مباشر للمسلمين في عيد النوروز الايراني، ولكن خطاب جامعة القاهرة اعتبر خطاباً امريكياً رسمياً ويبدو ان اختيار المكان والزمان كانا موفقين كما ان مفردات الخطاب لم تركز على مصر بل كانت لكل العالم الاسلامي.
احتوى الخطاب على ستة بنود بدأ بمقدمة طويلة و(مخدرة) هيأت السامعين من المسلمين بصورة كبيرة لسماع متن الخطاب تحدث عن العلاقة المتأرجحة بين الاسلام والغرب ثم عرج على العلاقة بين المسلمين وأمريكا وأحداث الحادي عشر من سبتمبر وما أفرزته من تداعيات وغزو افغانستان واحتلال العراق والصراع العربي الاسرائيلي وقضايا التعليم والتنمية والتسامح الديني وأوضاع المرأة وكانت لهجته اعتذارية عن سياسة بوش(من ليس معنا فهو ضدنا) وكأنه استبدلها بعبارة (من ليس معنا فسوف نحاوره) وقد أقر النسبية الثقافية وانه لا يحق لاحد ان يدعي انه يملك ناصية الحكمة وفصل الخطاب ويسعى لتنميط العالم على شاكلته لقد كان صريحا وواضحا في شأن علاقة امريكا باسرائيل وحقوق الفلسطبنيين لم يقترح مبادرة محددة يمكن ان ترضي الطرفين ولكنه قال بفكرة الدولتين التي كان يدعو لها من زمن مضى.
من خطاب أوباما أقول من خطابه وليس الأفعال أو أي شي آخر يمكنني القول ان ود الحسين قدم خطاباً ضافياً وطرح أفكاره بكل سلاسة وترتيب وقد استشهد بالقرآن في سبعة مواضع وقد صفق له الحضور أكثرمن عشرين مرة ولا اظن ان مسلماً عاقلاً بالغاً سوف يرفض كل ما جاء في الخطاب، نعم هناك اشياء رددها رؤساء أمريكان قبله ولكن طريقة عرض أوباما ومفرداته وتعابير وجهه جاءت غير مسبوقة وجعلت كلامه يخترق شغاف القلب بكل يسر وسهولة ولكن الامر المؤكد ان اوباما لن يستطيع ان يفرض رؤيته على المؤسسة الامريكية ذات اللوبيات القوية ولن يرجف جفنا لاسرائيل التي اصدرت قانون الولاء للدولة اليهودية قبل اسبوع من خطاب اوباما في جامعة القاهرة كل هذا يجب ان لا يجعلنا نقلل من قوة شخصية اوباما ووقوف الشعب الامريكي الذي ينشد التغيير خلفه ولكن يبقى الاهم اين المسلمون انفسهم وماهي استراتيجيتهم للاستفادة من متغيرات اوباما؟ الشعوب المسلمة تدرك مآخذها على امريكا من غزو افغانستان وسجن غوانتنامو واحتلال العراق وسجن ابو غريب والسكوت على تكسير عظام فلسطين ولكن حكام المسلمين كانوا يقفون خلف بوش وهو يفعل كل تلك الافاعيل.
(حبيبنا) بكسر الحاء كان موجوداً في خطاب أوباما فقد ذكر مذابح دارفور مقرونة بمذابح البوسنة وفي هذا حتى مصر لم تسلم منه فقد ذكر حقوق الاقلية القبطية مقرونة بالاقلية المارونية ان لم يخني النظر السيد الصادق المهدي كان موجوداً بزيه المميز وسط القاعة (كان في داعي؟) في استطلاعات قناة الجزيرة مع النخب الاسلامية العربية حول الخطاب قبل القائه ظهر ياسر عرمان(ياناس المجلس الوطني شوفوا شهادة قناة الجزيرة دي) وظهر الترابي الذي قال اذا اعتبرنا ان الرؤساء الامريكان كلهم مضرون فأوباما اقلهم ضرراً ( شوفوا الزول دا بيعرف الكلام كيف؟).

صحيفة الرأي العام – حاطب ليل
العدد(22691) بتاريخ5/6/2009)
aalbony@yahoo.com


تعليق واحد

  1. اقتباس:
    شوفوا الزول دا بيعرف الكلام كيف
    .
    :confused:

    بيعرف ليهو جنس عرفه (الكلام)