الرئيس في شارع العيلفون

* فوجئ عامة المواطنين بشارع العيلفون بمحلية شرق النيل بوجود الرئيس بينهم، حدث ذلك في ظهيرة ثاني أيام العيد، وتعود القصة إلى أن حركة المرور قد تعطلت في هذا الشارع وتحديداً قبالة منطقة (مرابيع الشريف)، وبالمناسبة انتبهوا إلى هذا الاسم ستسمعونه يتردد كثيراً من الآن وحتى نهاية الخريف.
بحيث لم تتعاف مرابيع الشريف بعد من آثار الخريف الفائت حتى أطل الموسم الجديد، ولازال القوم، قوم الشيخ الخضر، يسعون في معالجة بعض الآثار القديمة والمعابر..و..و..
*أتى الرئيس إلى (مكمن الجرح)، المنطقة التي انقطع فيها الطريق بسبب الخريف وتأخير إنجاز أحد المعابر المهمة، بحيث أصبحت هنالك ضفتان ومحطتان للمواصلات، فتحتاج أن تستقل حافلة إلى مكان الأزمة بكامل الأجرة، ثم تعبر المنطقة المقطوعة راجلاً، ثم تستقل حافلة أخرى إلى داخل مدن الولاية.
*وبطبيعة الحال ولدت هذه المعاناة سخطا كبيرا على الحكومة برمتها، فعلى الأقل المواطن هنا لا يصب جام غضبه على (وحدة الشؤون الهندسية) التي لم يكفها عاما كاملا لإنجاز هذا المعبر، ولكن موجات الغضب تغمر كل مستويات الحكومة، لهذا كان الرئيس هنا يمشي بين ضفتي الطريق راجلاً، من جهة تضامناً مع المواطنين وأخرى متفقداً، وأرجو أن يكون أيضاً (متوعداً) للجهات المعنية بمحاسبة عاجلة باهظة لا تبقي ولا تذر، على الأقل هناك بعض قرائن لهذه الثقافة، ثقافة المحاسبة، بحيث لم يظهر في الصورة أي كادر من كوادر الولاية بما في ذلك عبد الرحمن الخضر والي ولاية الخرطوم، أو أي كادر وطاقم من معتمديه ووزرائه المعنيين!.. وكان واضحا عنصر المفاجأة في هذه الزيارة الرئاسية.
* أتصور أننا نحتاج إلى ما يشبه الثورة على الأقل في وزارة (الشؤون الهندسية) التي تحرجنا في كل مرة، لم نفق بعد من (مصائب أراضيها) حتى وقعنا في مطبات ومصاعب معابرها وطواقمها الهندسية.!
*وثمة رسالة أخرى لا تقل دلالة، مثل وجود الرئيس يمشي بين مواطنيه على معابر من حديد دون أن يتوكأ على عصاه، وهو بزي “تي شيرت” وحذاء رياضي وبلياقة ذهنية وجسدية عالية.
* فلئن ساهمت الرسالة الأولى في ردم الهوة على الطريق من الناحية الهندسية، فالرسالة الثانية ردمت (هوة الهواجس والظنون) التي اجتهدت بعض الأسافير في أن تنال من صحة الرئيس، فلقد كسبنا جسرين.. الأول الهندسي، لا محالة أن وتيرة العمل فيه بعد الزيارة الرئاسية لن تكون كسابقتها، والجسر الآخر أن رئيسكم بخير من الناحية الصحية، وبخير أيضاً من الناحية القيمية وهو يترك كل (بروتوكلات العيد الرئاسية) ويعيّد لبعض الوقت على المعابر على هامش ضاحية العيلفون.
*وثمة بشارة أخرى أعظم دلالة، ها نحن نخرج من شهر الصيام وتنزل الرحمات والقرآن.. وينزل الغيث والبشارات على أعتاب موسم خريف ناجح بإذنه تعالى ..
* اللهم اجعلها زيارة خير وأمطار بركة.. آمين يا رب العالمين..
[/SIZE][/JUSTIFY]ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]

