زهير السراج

شماعة إشمعنى


[ALIGN=CENTER]شماعة إشمعنى [/ALIGN] صارت النغمة السائدة على أفواه البعض هى ( إشمعنى )، لتبرير الاخطاء والهروب من العقوبة، باعتبار أن بعض الذين يرتكبون أخطاءا مشابهة لا يصيبهم سوء، والمثال الابرز لذلك ( شمعنة ) دولة العدو الصهيونى، او ضرب المثل بها بمناسبة وبدون مناسبة لتبرير ارتكاب الاخطاء والتحلل منها، وهو بالتأكيد منهج مختل يدل على عجز وقصور فكرى، وعدم وجود رغبة فى الاعتراف بالاخطاء والكف عن ارتكابها، ما دام هنالك من يخطئ ولا يجد المساءلة والعقاب، حسب الفهم العاجز والقاصر !!

* هذا المنهج يعنى باختصار شديد عدم محاسبة اى شخص على أخطائه، باعتبار أن هنالك من يرتكب نفس الخطأ ويفلت من العقوبة !! أى نترك السارق الذى يتسلق الجدران ليلا ليسرق بدون عقاب، لان هنالك من يسرق خزينة الدولة نهارا جهارا ولا يجرؤ أحد على محاسبته، ونترك من يقتل لان هنالك من يقتل وينجو من العقاب، ونهلل لجعفر نميرى ونعتبره الرئيس الذى لم تنجب الامهات مثله، لأنه أقام اربع مشروعات فى ستة عشر عاما كاملة، بينما لم يفعل الصادق المهدى شيئا فى اربع سنوات، ولا نحاسب الانقاذ على أخطائها لاننا لم نحاسب النميرى أو الصادق المهدى ورؤساء الحكومات السابقة على أخطائهم، ونترك الانظمة العربية ( تتصهين) علينا وتفعل فينا ما يحلو لها لأن اسرائيل ترتكب كل موبقات الدنيا ولا يجرؤ أحد على محاسبتها. طيب إسرائيل تفعل ما تفعل فى شعب غير شعبها، فلماذا لا ( تتصهين) الانظمة العربية على شعوب غير شعوبها كالشعب الاسرائيلى على سبيل المثال، هذا إذا كان ولابد من الاخذ بهذا المنهج المختل والقاصر؟!

* ومن المؤسف ان استخدام هذا المنهج المختل لم يتوقف على السياسة والسياسيين، بل انداح الى كل مجالات الحياة الاخرى، فالكل يريد ان يرتكب الاخطاء ويهرب من العقوبة بحجة ( إشمعنى )، لأن هناك من فعل وعمل وترك، وما فى زول سألو، إشمعنى أنا ؟؟

* ياخى فلان داك ظالم ومفترى وجبارما فى زول قادر يوقفو فى حدو، وحسابو عند رب العالمين، فلماذا نحتذى به ونفعل السوء الذى إن لم نجد فى الدنيا من يحاسبنا عليه، لن نفلت من حساب الله فى الاخرة ؟!

* لماذا لا لا نحتذى بالأخيار ونفعل خيرا، فننال رضاء الناس فى الدنيا وثواب الله فى الاخرة ، بدلا عن سخط الناس وعقاب الله الذى لا مفر منه أبدا أبدا !!

* المعادلة فى غاية البساطة لو فهمناها واستوعبناها، لاكتشفنا أن الذين يفعلون السوء لا سبيل لافلاتهم من العقوبة ما دام هنالك رب وقيامة وعقاب وثواب، ولكففنا بالتالى عن تعليق أخطائنا على شماعة أخطاء الاخرين، لانها شماعة هالكة مثل كل شئ فى هذه الدنيا

drzoheirali@yahoo.com
مناظير – صحيفة السوداني – العدد رقم: – 2009-06-8


تعليق واحد

  1. قالوا ان أسوأ أنواع التبريرات هي هذه الاشمعني التي تجعلنا نتمادي في ارتكاب الاخطاء اذا أن أولي درجات الاصلاح هي الاعتراف بالخطأ .. وأولي درجات الردع هي
    الخوف من العقاب … واذا انعدمت هذه وتلك فعلي الدنيا السلام … وأصحاب هذا النهج
    في رأيي يفتقرون الي القدوة الحسنة وغياب الوازع الديني والاخلاقي … هدانا الله يادكتورنا العزيز واياهم وأن يجعل من ضمائرنا قيم علينا لنرضي عن أنفسنا قبل أن
    يرضي عنا الاخرين و .. نسأل الله الهداية والقبول .. مع احترامي وتقديري دكتورنا العزيز ..ولك ألف تحية وسلام ..

  2. صدقت وربي ورب الكعبة اخي د. زهير
    ان اسوأ مافي اسرائيل أنها تمنح تبريرا دائما لكل الحكام العرب والمسلمين لأعمالهم القمعية ضد شعوبهم الا ترى اننا قتلنا مجموعة من حفظة القرأن من قبائل الفور وعندما استنكر الناس هذا قلنا لهم بكل بساطة ولماذا لا تسال اسرائيل عن قتل الفلسطبنيين وكأن الطريق الى تحرير القدس يبدأ بقتل حفظة القرآن من شيوخ دارفور!!!!!