معتمد المتمة والإغاثة القطرية

حادثة منع معتمد محلية المتمة بولاية نهر النيل السعيد عثمان الشيخ لوفد جمعية قطر الخيرية من توزيع الإغاثة على المتضررين في المحلية تكشف عن ضعف في مهارات العلاقات العامة عند هذا المعتمد الذي خلفت السيول في محليته أضراراً بالغة شملت أكثر من 1200 منزل لحق بها الدمار الكلي والجزئي، في حوالي 14 قرية، من قرى المتمة.

المحلية المنكوبة كانت الإغاثة الخارجية وتحديداً المعونة القطرية قد وصلت إليها باكراً، وقد حدثت خلافات بين المعتمد وبين وفد الجمعية الخيرية القطرية بشأن الإشراف على توزيع مواد الغذاء والإيواء للمتضررين من السيول والأمطار بعد أن تمسك المعتمد بتسليمه المواد كاملة ليشرف على توزيعها بنفسه أي بواسطة سلطات المحلية.

الخبر في شكله العام يرسم صورة غير جميلة ويوحي لأصحاب الخيال السلبي بأن يسرح خيالهم ويمرح في التفسير والاتهام وهو أمر لم يكن السيد المعتمد مضطراً له.

هناك حقيقة ثابتة بأن الأجهزة الرسمية في الولاية وتحديداً وزارة التنمية الاجتماعية أو ما شابهها في المهام والاختصاص هي الجهة المخولة بتوزيع هذه الإغاثات، ولكن هناك تقديرات وتفاصيل أخرى تخص وفد الجمعية الخيرية نفسها كان من المفترض أن يراعيها المعتمد وأهمها أن تلك الجمعيات الخيرية تحتاج للتوثيق لأعمالها والتقاط الصور التي توثق عملية تسليم الإغاثات للمتضررين وليس للحكومة، حيث أن تلك الصور نفسها تضمن للجمعية الخيرية المعنية استمرار تفاعل الخيرين في ذلك البلد معها بعد أن يشعروا بأن ما يقدمونه من تبرعات يخدم الغرض المطلوب ويسهم في رفع معاناة متضررين ومحتاجين فعلا لهذا الدعم.

السيد المعتمد كان عليه أن يدير هذه الأزمة بحكمة أكبر وقدر عال من مهارات العلاقات العامة تجعله يحسن التوفيق بين تطبيق النظام المتبع والاحتفاظ بالدور الرسمي وإتاحة الفرصة لهؤلاء الخيرين بأن يشعروا بقيمة إنجازهم الكبير في السودان.

لا أعتقد أن إصرار الوفد القطري كان بسبب ضعف ثقتهم في نزاهة الدولة أو مخافة تسرب تلك المواد إلى السوق كما يروج، كما لا أظن أن إصرار المعتمد كان بدافع السيطرة أو تبني هذا العمل، فراعي الضأن في الخلاء على علم بأن تلك الإغاثة قطرية وعلى علم بالمساهمة المبكرة والمقدرة التي قدمتها قطر وتفاعلها مع محنة السيول في بلادي. الأزمة أزمة علاقات عامة وسوء تصرف.

شوكة كرامة

لا تنازل عن حلايب وشلاتين.