منصور الصويم

اللواري بتقيف


[JUSTIFY]
اللواري بتقيف

يحكى أن التهنئة بعيد الفطر المبارك، على جميع القراء، وعموم السودانيين والمسلمين أمر واجب، ويتحتم علينا أن نبتدر به الكتابة بعد الإجازة القصيرة، فإلى كل الأحباء العيد مبارك عليكم، وكل سنة وأنتم طيبين، وخالص الدعوات بأن يحقق الله أماني الجميع الشخصي منها والعام، وأن يحقق لهذه البلاد الأمن والأمان والاستقرار المنشود، وأن يعاد العيد علينا والكل قد أحس بالتغيير نحو الأفضل وأن الحياة وإن صعبت فإنها حتما ستروق وتصفو.. أما العنوان أعلاه فمن الواضح أنه مأخوذ من المثل الشعبي السائر (بكرة بجي الخريف واللواري بتقيف)، كما سيلاحظ كل شخص أن للأمر علاقة بخريف هذا العام وبحالة السيول التي بدأت (موسمها) السنوي في إرهاق المواطنين وتكبيدهم الخسائر.

قال الراوي: ورغم أن المثل السائر (بكرة بجي الخريف واللواري بتقيف)، وأخيه (الفولة بتتملي والبقارة بجوا)، يقالان للشخص الذي يبتعد فجأة بعد قضاء أمره، لتذكيره بأنه سيحتاج مرة أخرى لمن ابتعد عنه وأن الأيام ستعيده؛ إلا أننا هنا وإجرائيا سنعيد استخدام هذا المثل لتمثل الحالة الراهنة في خريف هذا العام، والتي أصبحت سيناريو مستعادا يتكرر كل عام، يرسم على الواقع (المائل) بذات التفاصيل السنوية ويدفع بذات المعاناة والعذاب اللذان يلامسان مواطني هذه البلاد دون أمل (قريب) في تغييره السيناريو وإبداله بوقائع وتفاصيل أفضل حالا وأكثر إنسانية.

قال الراوي: فالأمر أصبح مدعاة للضحك المرتبط بالبلية، فمن المعلوم للجميع أن الخريف سيأتي مثل كل عام وأن (اللواري ح تقيف) وهنا للأسف سنستبدل اللواري بالبيوت التي ستنهار وتتهدم أعمدة بنيانها وبالأوبئة التي ستجتاح القرى والحضر، والشوارع المسفلتة التي ستطير (قشرتها) كأنها لم تكن، وبحالة الانقطاع والبؤس العام التي ستلازم الجميع؛ رغم أن الخريف يجب أن يكون في بلادنا مدعاة للفرح والحبور، إلا أنه للأسف، هكذا صار نذير خوف وهلع ولا نريد أن نصفه بالشؤم!

قال الراوي: السؤال قد يبدو غبيا، بما أنه يطرح كل عام وبالذات الصيغة طوال السنوات الماضية، فما الذي يمنع الجهات المسؤولة على أعلى مستوياتها من أن تجعل عاما واحدا فقط لمراجعة (آثار الخريف والسيول) قبل أوانها، ما الذي يمنع هذه الجهات من أن تفرد شهور هذا العام المفترض لمراجعة كل ما من شأنه أن يجنب البلاد والعباد مآسي وكوارث الأمطار السنوية، ما الذي يمنعهم من تخصيص ميزانية (خاصة طويلة عريضة) لفتح المجاري وتنظيفها ونقل المواطنين من مجاري السيول، ما الذي يمنعهم من الانتباه لهؤلاء الناس؛ رعاياهم؟

ختم الراوي؛ قال: أها جا الخريف!

استدرك الراوي؛ قال: لم تقف اللواري، بل وقف حمار الشيخ في العقبة!

[/JUSTIFY]

أساطير صغيرة – صحيفة اليوم التالي