الطاهر ساتي

اللعب بالنار .. يحرق ..!!

[ALIGN=CENTER]اللعب بالنار .. يحرق ..!! [/ALIGN] ** سياسة فرق تسد لم تجلب للبلد غير الخراب .. ومع ذلك لم يتعظ البعض من موبقات تلك السياسة وما جنتها على الناس والبلد ، حيث يتواصل نهجهم في بثها تحت شعار : قوتنا في تمزيقهم .. ناسيا أو متناسيا بأن نهج تمزيق القوى السياسية لم يكن توليدا وإشعالا لنار القوى القبلية والجهوية في سوح العمل السياسي .. واليوم كما يترآى لذوي البصائر – لا الأبصار فقط – فان صوت أية قبيلة أو جهة بات يعلو فوق صوت أي حزب سياسي ، والسبب هو : نهج فرق تسد ..!!
** ويخطئ من يظن بأن الحركة الشعبية فقط هى الخاسرة بخروج جماعة لام أكول عنها ، لا ليست الحركة وحدها ، بل جماعة لام أكول ذاتها وكذلك السودان – شمالا وجنوبا – سوف يصاب آجلا أو عاجلا بالزكام الناتج عن هذا : العطس .. وربما يرى البعض لام أكول فردا في قيادة الحركة الشعبية ولن تتأثر الحركة أو الجنوب بخروجه ، وكذلك يرى البعض بأن خروجه هذا لن يضعف أو يربك غير قيادة الحركة الشعبية .. وكلها – للأسف – رؤى غير ثاقبة تؤكد قصر النظر السياسي الملازم لمدمني الأزمات ، إنتاجا وتوزيعا ، ليكتوي بها الناس والبلد ..!!
** لام أكول لم يكن قياديا في قيادة الحركة الشعبية فحسب ، بل كان ولايزال قائدا وأبا روحيا لمايعرف بالفصيل المتحد ببحر الغزال ، وهو الفصيل المسلح الذي جاء به إلي الخرطوم قبل أن تأتيها الحركة الشعبية ، ثم رجع به إلي الحركة الشعبية مرة أخرى ، ليأتي به للمرة الثانية مغلفا بجيش الحركة الذي صار جيشا للجنوب ..أي الفصيل المتحد الذي أسسه لام أكول وآخرون من العدم هم اليوم جزء من جيش الجنوب ..ويخطئ من يظن بأن ذاك الفصيل المسلح والمؤثر في تلك المنطقة لم يعد يحمل ولاءً لمؤسسه لام أكول ..وكذلك لام ينتمي لقبيلة لا أظن أنها على قلب رجل اسمه باقان أموم .. لا ، باقان ولام يتقاسمان ولاء تلك القبيلة .. والحساب يكون خاطئا حين تحسب بأن باقان هناك أقوى تأثيرا من لام ، أو العكس ..!!
** ما تقدم ليس لتضخيم حجم لام أكول وتنظيمه الجديد ، بل هو لعدم التقليل من حجمهما كما يفعل البعض ..وليس من الرشد السياسي أن تقلل من شأن الآخر مهما كان حجمه ، ومن لم يتعظ من ذلك فليحدق في أزمة دارفور ، حيث أشعل شرارتها الأولى بعض لم يتجاوز عددهم الثلاثمائة مقاتل بقمة جبل مرة ..وأحسب أن للام أكول أكثر من هذا العدد بالجنوب يحملون له الولاء القديم الذي أمر تجدده بيد القدر ثم طريقة إدارة الحركة الشعبية لتحرير السودان والحركة الشعبية للتغيير والديمقراطية لملف ( الإنسلاخ ) ..فالحكمة مطلوبة من الطرفين في إدارة هذا الملف ، وكذلك ضبط النفس ..ثم على سادة نهج فرق تسد عدم صب المزيد من الزيت في نار الحدث ..فالسودان شبع تطاحنا ، أما الجنوب تحديدا فقد أصابته التخمة ، وليس من الرشد فتح الطريق للمزيد من التطاحن ..!!
** ثم أن التلاسن الحاد بين لام أكول وباقان أموم قبل أن يكتمل عمر التنظيم الجديد يوما ، هذا التلاسن يجب أن يتوقف حتى لايؤدي إلي نوع من الاستقطاب غير الحميد ..كما لباقان وآخرين حق إدارة حركتهم وفق رؤيتهم السياسية ، كذلك للام أكول وآخرين حق إدارة تنظيمهم الجديد وفق رؤيتهم السياسية ، وليس هناك داع لإعادة إنتاج أزمة الوطني والشعبي بسيناريو جنوبي ، وللمصابين بالزهايمر نذكرهم بأن تلك أزمة بدأت في المنشية بالتلاسن الحاد وتواصلت بحيث أوصلت الناس والبلد الي محطة العدل والمساواة بدارفور ..وما أسهل صناعة عدل ومساواة بالجنوب في زمان تدفق موارد النفط في خزائن الرفقة غير الصالحة .. فليتعظ باقان ولام وأنصارهما بالجنوب من دروس الشمال ..وليعملا من أجل الحفاظ على سلام السودان – شمالا وجنوبا – وليس ضده ، وليس مهما للناس والبلد أن يتفقا سياسيا في المرحلة القادمة و لكن مهم جدا أن يتفقا على ألا يفعلا فعلا يعكر صفو هذا السلام بالجنوب .. وليت كان لنهج فرق تسد عبقرية تدرك بأن تمزيق حركة ذات جيوش لا يحقق للمواطن سلاما ولا يحفظ للوطن استقرارا سياسيا ، بل هو نوع من : اللعب بالنار .. فمتى يعقلون ويهجرون هذا النوع من اللعب الضار ..!!
إليكم – الصحافة الاثنين 08/06/2009 .العدد 5729

تعليق واحد

  1. إذا كان لديك عنقود عنب وتريد أن تحمله فما عليك إلا ان تمسكه من الفرع الذي يمسك الحبيبات مع بعضها وتحمله بكل رفق …
    أما ان تقول انه من الأفضل ان تفصل حبيبات العنب كلا على حدة فانها ستتناثر ويكون عليك عبء جمعها ومن ثم حملها هذا هو ما يحدث عندنا استاذ الطاهر اليس كذلك ؟؟ ليت الجميع يقرأون ما تكتبه سلطتهم الرابعة أو( نسوي ليهم القراية ام دق) ومتعك الله بالصحة والعافية