احلام مستغانمي

المشكل

[CENTER][B][SIZE=5] المشكل [/SIZE][/B][/CENTER] [SIZE=5][JUSTIFY] وماذا لو أنّ المشكل بدأ، يوم نسي الناس، في هذا الزمن المسرع المجنون، لغة العيون، التي كانت لغة الإنسان الأولى لإيصال أحاسيسه للآخر؟
حتى في الأفلام ما عاد الناس ينظرون إلى بعضهم البعض مطوّلاً، تلك النظرات المؤثرة.. الآسرة.
أذكر الصديق الكبير نور الشريف، الذي قال لي مرة: «الممثّل الحقيقي هو الذي تقول عيناه الجملة قبل أن يلفظها.. حتى أنّه لا يحتاج إلى قولها». لكأنّه كان بقوله ذاك يصف العاشق .
قرأت مقابلة للمخرج الأميركي الكبير ستيفن سبيلبرغ، يقول فيها: «يوم نتوقّف عن الكلام بالعيون ستكون نهاية المجتمع».
أنكون انتهينا لأنّنا بدأنا نتكلّم لغة التليفون، ولغة التلفزيون، ولغة الإنترنت، ونتبادل الأشواق عبر الرسائل الهاتفيّة والتلفزيونيّة.. ومن خلال «الشات»، دون أن نرى عيون من نتحدّث إليه، ولا هو يرى عيوننا؟
عيوننا على الشاشة. وقلوبنا جميعها معلّقة بجهاز يتحكّم في مزاجنا وأحاسيسنا على مدى النهار.
ما عاد تعريف الحبّ اليوم «إثنان ينظران في الاتجاه نفسه»، بل اثنان ينظران إلى الجهاز نفسه. ولا صارت فرحتنا في أن نلتقي بمن نحبّ، بل في أن نتلقّى رسالة هاتفيّة منه !

[/JUSTIFY] [/SIZE]

الكاتبة : أحلام مستغانمي