عبد اللطيف البوني

ليس في لام اكول عجب


[ALIGN=CENTER]ليس في لام اكول عجب[/ALIGN] ان ينشق الدكتور لام اكول عن الحركة الشعبية ويكوِّن حزباً جديداً خاصاً به متمسكاً باسم الحركة ليس في الامر عجب، فالانشقاق والتشظي اصبح من متلازمات الحياة الحزبية السودانية البائسة، فحزب الامة اليوم خمسة احزاب كلها متمسكة باسم الامة مع اضافات مختلفة، الحزب الاتحادي اربعة احزاب مسجلة، الحركة الاسلامية وطني وشعبي واخوان مسلمون، الحزب الشيوعي انبثق عما تبقى منه حق واحد وحق اثنين، فليس في الامر عجب ان تصبح الحركة الشعبية حركتين والبقية تأتي (امال الـ «68» حزباً جات من وين؟).
الحركة الشعبية (ذات نفسيها) قد انشقت من قبل كذا مرة على يد وليم نون واروك طون وكاربينو كوانين، ثم فصيل الناصر بقيادة رياك مشار وقاتلها قتالاً شرساً (يقول لقتالها مع الجيش الوطني انت شن بتعرف) ثم عاد اليها، لام اكول (ذات نفسيه) وهو من اوائل قادة الحركة وجند لها اشهر شمالي فيها في وقت كان يعرفها القليلون ثم خرج عنها وقاتلها وعاد لها بعد طواف حزبي فإن ينشق الآن ليس في الامر عجب.
اذاً ياجماعة الخير التجربة السودانية وتجربة الحركة وتجربة لام اكول كل هذه التجارب تجعل تكوين لام اكول لحزب جديد امر عادي وعادي جدا وكأنه تناول حبة بندول بسبب صداع طاريء ولا يحتاج لقومة وقعدة وتحليل ومحاولات فك شفرة، ولئن قالت الحركة الشعبية ان غريمها وشريكها في الحكم وراء هذا الحزب الجديد فليس في الامر عجب، فالحركة حريصة على علاقتها مع الشعبي وتسعى الآن لتكوين تحالف جوبا ذو (الطاشر) حزب، فطبيعي جداً ان يلعب معها شريكها لعبة توم آند جيري (انت كيد لي وانا بكيد ليك ياحبيب قلبي ويانور عينى) رحم الله الكاشف وعبيد عبد الرحمن.
الامر المؤكد ان لام اكول لن تكون له (شللية) تذكر من جسم الحركة، فالحركة مازالت متماسكة ولم تتحول الى راكوبة (طالما ان اسمنت السلطة وطوب الثروة موجودان) ولكن لام سيكون لها بمثابة الترابي للمؤتمر الوطني والى حد ما مبارك الفاضل لحزب الامة سيكون صوتاً ناقداً قوياً لها وشهادته فيها ستكون لها قيمتها اعلامياً لانها من شاكلة (كنا دافنينو سوا) ولكن سوف يظهر اثر لام اذا وجد فرصة في الجنوب وعزف على الاوتار القبلية، بيد انه من المؤكد ان الحركة سوف تلعب معه وسط الشلك (بدفاع المنطقة) كما يقول اهل كرة القدم مستخدمة عصا السلطة وجيبها.
رغم اصرارنا على انه ليس في امر حزب لام اكول الجديد عجب إلا ان هذا لا يمنعنا من (شوية مناحة) على اوضاعنا الحزبية ولا يمنعنا من التشاؤم بمستقبل الليبرالية القادمة، فكثرة الانشقاقات تعني كثرة النزيف واسالة دماء الحزبية على الارض وكثرة المكايدات والضرب تحت الحزام تعني استمرار الضعف والهزال والانيميا السياسية.. ان فشل عمليات الاصلاح الداخلي في احزابنا واي خلاف يعني انشقاق وحزب جديد يدل على ان هناك خللاً بنيوياً في هذه الاحزاب (الأسرية) و(الشللية) و(القبلية) وأكيد لديكم اضافات أخرى.

صحيفة الرأي العام – حاطب ليل
العدد(22691) بتاريخ10/6/2009)
aalbony@yahoo.com


تعليق واحد

  1. تحية خاصة لك أخي دكتور البوني وأنت تتطرق لمواطن الخلل في علاقاتنا كشماليين مع الاخوة الجنوبيين وفي الحقيقة من مقال (يدك معانا يا ابن العم ) ومقال اليوم يحفزني على ان أطلب من السلطات المزيد من الادوار والمكانة للصحافة في المشاركة في تشخيص وحلحلة مشاكلنا السياسية فإني اكاد أجزم بان افضل سياسيينا قد تحولوا الى صحافيين واردأهم هم الذين يديرون شئون البلاد مم زادنا رهقا على رهق فالسلطتان التنفيذية والتشريعية لا تكادان تجدان لهماا زمنا للملاحظات التي يلاحظها الصحافيون وهذه آفة كبرى ابتلينا بها
    وان انشق لام كول فهذا كما قلت امر عادي يجب ان يفهم في سياقه وان صرح باقان ضد االانشقاق فهذا ايضا عادي في( المعادي) وليس مدعاة ليتلقف تصريحاته انفصاليو الشمال ةيتوعدوننا بالويل والثبور من هذه الوحدة الظالمة للشمال
    إن وحدة يكون مصيرها معلقا ما بين تصريح لبافان او عرمان يقابله تصريح من نافع وزيدان لهي وحدة يجب أن تراجع قبل ان ندخل في التجربة اليمنية كما قال اخونا د. الافندي
    ان بالونات الاختبار هذه مهمة لاختبار الوحدة وكل تصريح يجب التعامل معه في اطار الديمقراطية والراي الآخر بدون حساسيات حتى يطمئن بعضنا من جانب بعض فنحن لا زلنا تعصف بنا ثورة الشك ولكن عزاؤنا في انه بين الحين والاخر يتحفنا البوني وبعض زملائه الصحافيين (بدفرة قوية) في اتجاه التعايش ولا قصمن ظهرك ولكن فقط لحث غيرك على تشجيع الوحدة التى صارت في مهب الريح
    اضف لحكايتك حكاية في البص حيث كانت احدى مواطنات الجنوب تقف على طولها في البص وكانت تمسك بظهر كرسي جالس عليه احد الشماليين فتضايق من مسكها للكرسي كعادة الكثير من الناس وابدى تبرمه فاجابته بان البص زحمة ولاتستطيع الابتعاد وعدم مسك كرسيه ولكنها اضافت في نهاية حديثها (هسه لو كان مريم بتاع شمال كان قمت ليهو من كرسي )!!!! فانى لنا بدكتور البوني واخرين ليعالجوا لنا مثل هذه المواقف التي بدون قصد تؤثر على نسيجنا الجتماعى .ولك الله يادكتور

  2. العزيز د. البوني
    اتفق معك على اعتيادية السلوك السياسي السوداني وعدم الاندهاش الذي اصابك ، فان غياب الفكر داخل اي كيان مهما كان هو بذرة الانشقاق الاولى ، فاين الفكر لدي كل احزابنا القبلية والشللية والجهوية و ..و الخ ؟ واتفق معك على سوء سلوكنا كشماليين وعنصريين تجاه الكثير من ابناء الجنوب ونحن نتعامل معهم في حياتنا اليومية ، وهي سلوكيات لا علاقة لها بالوطنية ولا الاسلام ولا بالقيم السودانية الاصيلة انما هي عنجهيات جاهلة وترفع بغيض من عقول جوفاء وموروثات زبلت ، واعلم اني لااقصد التعميم وفينا الذين يعون الامور ويدركونها ولكنهم قلة ، واعرف من خلال تعاملي الكثير من الجنوبيين وقد لاحظت فيهم الصدق واحترام الاخر بقدر احترامه لهم والوفاء والعزة بلا جهل ، ولي موقف شخصي وانا ببورسودان قبل سنوات اكد لي الكثير مما قلته ، مع احد ابناء ملكال ويدعى مجوك اجاك وكان يعمل سائقا بمجلس تنسيق الجنوب على ما اذكر …عموما عزيزي الدكتور هؤلاء منا ونحن منهم لن تعطينا شماليتنا درجة عليهم ولن تحط جنوبيتهم درجة منهم اللهم الا السلوك المركوز على قيم الارض والمسنود بفيوضات السماء ، متعك الله بالصحة .