ضياء الدين بلال

ما شالونا بالطيارة


[JUSTIFY]
ما شالونا بالطيارة

كثير من أقدار السودان ومآلات أوضاعه تحددها الطبيعة.
إذا شحَّت الأمطار واجهت البلاد مخاطر نقص الغذاء والمجاعات والنزوح وانهيار المجتمعات الريفية، وتشتعل حروب الموارد، وتتضخم المدن بالأزمات.
وإذا سخيت السماء بمائها، وجاء الخريف كريماً وفيراً، تضررت المباني وساكنوها، وتعالت الاستغاثات في المدن والأرياف، وتشردت الأسر الآمنة إلى الخيام.
هذا حدث في العام الماضي، ويحدث في هذه الأيام، ولا يوجد ما يمنع تكراره غداً.
تبلغ المأساة تمامها في السودان، عندما يخرج النيل عن هدوئه ورزانته طوال العام، إلى حالة هياج موسمي كاسح، لا يُبقي ولا يذر.
تنهار في مواجهته كل حصون التراب وحواجز الإسمنت ومجهودات النساء والرجال، وتذوب تحت قهره واستبداده قصائد الشعر وأغاني الحماسة.
صديقنا بقناة الجزيرة فوزي بشرى، له تفسيرات – في ذروة المأساة – لا تخلو من الطرافة والسخرية، حيث يقول إن السودانيين من حاكمين ومحكومين صار لديهم إدمان طقوسي لحالة مقاومة الطبيعة في أيام الخريف والاحتفاء بالازمات، حيث تضعف التدابير الاحترازية الاستباقية وتستنهض الهمم بعد وقوع الكارثة.
فوزي أطلق عليها “متلازمة توتي”.
“توتي” جزيرة لها سجل تاريخي في مقاومة ثورة النيل الخريفية، وارتبطت بها أشهر أغنية حماسية، تدعو لمواجهة عدوان النيل على الجزيرة وإخضاعه لإرادة البشر:
(عجبوني اولاد الفرسان
ملصوا البدل والقمصان،
وصبوا البحر خرسان،
من شاوش لي برقان..
عجبوني الليلة جوا
ترسو البحر صدَّدوا
الكوراك في العدارة
مرقوا أخوان السرارة
المركز جاب الإشارة
ما شالونا بالطيارة).
[/JUSTIFY] [EMAIL]diaabilalr@gmail.com[/EMAIL] العين الثالثة – ضياء الدين بلال
صحيفة السوداني


تعليق واحد

  1. الأخ العزيز ضياء مالكي أخوي كتابتك بقت باردة وبدون نفس زمان كان ننتظر مقالك علي احر من الجمر بس لك كم يوم مقالك فاضي ويفتقد للموضوع والرؤيا أظنك أخدت دش جامد من الجماعة خاصة بعد تعليق الرئيس علي صور الكبري الحكاية واضحة تقول لي حريات صحفية نصيحة أحسن ما تكتب خالص عشان ما تفقد جمهورك أسوأ حاجة تكتب بلا نفس