د/ عادل الصادق المكي

قصة ضبح الكديسة


[JUSTIFY]
قصة ضبح الكديسة

ليلة الدخلة.. العريس قاعد والعروس في طرف العنقريب قاعدة ومدنقرة في الواطا وكل مرة ترفع عيونا وتعاين بطرف عينها للعريس وفي سرها تتساءل: “يا ربي الراجل أب عيون حُمُر دا.. لي قدام حياتي معاهو كيفنها؟”

كديسة حايمة وتكورك: “نجااااو.. نجاااااو.. نجااااو”.. قام العريس برااحة وقال للعروس حوشيها معاي.. حاشو الكديسة.. قبضوها.. العريس جاب السكينة: “كلتوم.. أمسكي كرعين الكديسة ديل”.. مسكت الكرعين وهي مطيرة عيونا.. ضبح الكديسة.. وهو يضبح ويهرج: “الكديسة.. تنقنق.. نجاااو.. نجااااو نجاااو.. اصلو أي حاجة نقناقة.. جزاها الضبح بس.. الضبح دا شخخخخخخ..”

شالت كلتوم الكديسة المضبوحة ودايرة تجدعها برا.. وهي ماشة وتنضم معاها: “إنتي نان ما تسمعي النضم.. أها تراكي اتضبحتي.. شن لقيتي؟”.

رجعت كلتوم وجلست في طرف العنقريب.. قال لها العريس وهو يجبد في شنبو: “كلتوم.. مشتاقين”.. ردت عليهو وهي مدنقرة: “سمح”!!!!

أربعون عاما.. وما زالت كلتوم كاضمة.

يوم ليلة الدخلة.. العروس قاعدة.. العريس قاعد متمحن وكل مرة يرفع عيونو ويعاين للعروس: “يا ربي المرا ام عيون غلاااااااد ومنططات دي.. لي قدام حياتي معاها كيفنها؟.. غايتو أمي قلبها مابييييييها”

كديسة حايمة وسط كرعيهم وتكورك: “نجااااااو”

العروس تنهرها: “بِس.. أمرقي”

الكديسة واقفل وتعاين ليها: “نجاااااو”

العروس: “بِسْ.. غوري”

الكديسة وااااقفة: “نجااااو”

العروس: “بِس.. أمرقي مرقت روحك”

الكديسة واقفة: “نجااااو”.. ومعاها شخرةّ “بِخ”

ثم تقوم العروس فنترب وتخاطبها: “بِخ؟ أصبري لي عاد” وتقول للعريس: “الخير.. حوش معاي الكديسة دي”.. يتاحوشو الكديسة.. يقبضوها.. العروس تقول للعريس: “أمسك كرعين الكديسة دي قوي.. أمسكن قوي”.. وتمرق السكين العريس يترجاها: “أم سهل الله.. أم سهل الله.. خليها عليكي الله” تعضي أم سهل الله شلوفتها وتضبح الكديسة وتهرج: “ما بخليها.. كديسة ما بتسمع النضم.. جني وجن حاجة راسها قوي وما تسمع النضم.. أصلو عدم سماع النضم بيجيب الضبح.. الضبح دا شفتو؟.. شخخخخخخخخ.. عدم سماع النضم بي يجيبو”..

بعد أن تم ضبح الكديسة قالت أم سهل الله للخير: “شيل الفطيسة دي أرميها برّة”..

شال الخير الفطيسة وهو ينقنق مع الكديسة: “نان إنتي ما تسمعي النضم.. بتكاجري مالك؟.. أها تراكي اتضبحتي”.. رجع الخير بعد أن رمى الفطيسة وقعد في طرف العنقريب ومدنقر قالت له كلتوم وهي تنظر اليه بعين المنتصر: “الخير!.. مشتاقين”.. رد عليها “سمح”!!!!

تلاتين عام والخير يسمع النضم ولم يقل “بِخ”!!!!!!..

ود الرضي قال في قصيدة ست البيت يشكّر في زوجتو من غير ضبح كدايس وإرهاب:

لَيهْ مَا أَشَكِّرَها مِطَاوْعَانِي

حَافْظَة مُتْعَتِي وحَافْظَانِي

إذَا صَابَحْتَهَا ومَاسَيتَهتا

طَاعْمَة ونَاعْمَة إنْ مَسَّيتَها

مَا قَاسَتْنِي مَا قَاسَيتَها

تَشْكُرْ فَضْلِي كُلْمَا كَسَيتَها

حَاوْيَة مِنْ الانُوثَة مَعَانِي

مَهْمَا أَبْقَى مُرْ بَالْعَانِي

سِتْ البَيتْ تَزِيلْ الغُّمَة

نُورْ البَيتْ بَلاهَا ضُلْمَة

أحْتَرَمَها وكَمَانْ بَالذُّمَة

أحْتَرَمْ العَلَيهَا مَسْمَّى

.. قال مهما يبقى مر بالعاهو وقال بيحترمها.. وحتى الزول الاسمو زي اسمها بيحترمو عشان خاطرها: و”هذا هو الزيت”.

[/JUSTIFY]

الباب البجيب الريح- صحيفة اليوم التالي