أبشر الماحي الصائم

وقف الحرب.. كيف ولماذا؟

[SIZE=5][JUSTIFY][CENTER][B] وقف الحرب.. كيف ولماذا؟ [/B][/CENTER]

تقدم القوم خطوة للخلف في ما يعرف الآن باتفاق باريس.. ذلك فيما يخص ملف الحرب.. فكل بيانات الجبهة الثورية وكوراﻻت الثوار كانت تعزف على وتر.. على الحكومة وقف الحرب فورا.. ورعاة الضأن في كل بوادي السودان يدركون سذاجة ومكر هذا الطرح.. على أن الحكومة التي ﻻ تملك زرا لتضغط عليه لوقف هذه الحرب اللعينة.. هي في المقابل أكثر المتضررين داخليا وخارجيا من الحرب.. فمن جهة فإنها تهلك مواردها المحدودة ومن جهة أخرى تنهك قوتها المهدودة.. كما تسود وجهها خارجيا.. ولهذا وذاك هي أحرص الناس على حياة وسلام.. على أن القصة فى نسختها الأصلية تقول: إن الحكومة لم تستيقظ من نومها كل صباح وﻻ هم لها سوى أن تشن هجوما على مواطنيها.. فالقصة التي ﻻ تنتطح عليها عنزان هي أن هنالك حركات مسلحة ثورية مدعومة فكريا وإعلاميا وتشوينيا قد أعلنت الحرب على الدولة خدمة لأجندة من وراء البحار والستار.. ولم تكن دراما.. على الحكومة وقف الحرب.. الا تجارة إعلامية وفكرية كاسدة ﻻ مشتري لها إﻻ قنوات مثل العربية.. لترسيخ مفهوم أن القوم لم يكونوا إلا تجار حرب.. غير أن الجديد في بيان.. المهدي الثورية.. هو سيناريو.. وقف موقت لإطلاق النار لأسباب إنسانية.. والسؤال البديهي هنا.. لماذا ﻻ يكون التوقف عن الحرب نهائيا وإلى الأبد إن لم يكن الأمر تكتيكيا؟ على أن كل محاولات تطويق عمليات (الصيف الحاسم) بالتشكيك في قوات الدعم السريع لم تجد فتيلاً.. وإن القوم بهذه الدراما الباريسية يودون اصطياد ما فشلوا فيه بتصريحات وتهريجات.. جرائم حرب قوات الدعم.. قال المهدي يوما إنه ذهب لجوبتي ﻻصطياد أرنب فاصطاد فيلاً.. وربما يزعم آخرون بأن الرجل الآن في حديقة الفيل برمتها وأسدها في مواجهة حديقة من الغزلان.. فالخذﻻن يجب إﻻ نقوم به تجاه جيشنا الباسل والقوات المساندة على أن محطة عاصمة العطور باريس لم تكن هذه المرة إلا محاولة ﻻلتقاط الأنفاس وفك الحصار.. وأنا ﻻ أعرف حالة إنسانية أعظم من أن يقول لنا (ثوار باريس) تعالوا وإلى الأبد أن نلغي لغة السلاح ونلقيه عن كاهل أمتنا المرهقة بسبب الحرب.. وغير ذلك ﻻ نملك إلا أن نهتف مع أحمد مطر في رائعته الحسن أسفر بالحجاب

نعلاك أطهر من فرنسا

كلها جسدا ونفسا

نعلاك أجمل من مبادئ ثورة

ذكرت لتنسى

فإذا ارتضت أهلا

وإن لم ترض

فلترحل فرنسا عن فرنسا

إن كان يزعجها الحجاب

وفي مرحلة أخرى من مراحل بناء القصيدة يقول مطر:

الشمس حائرة

يدور شراعها وسط الظلام

بغير مرسى

الليل جن بأفقها

والصبح أمسى

والوردة الفيحاء تصفعها الرياح

ويحتويها السيل دوسا

والحانة السكرى تصارع يقظتي

وتصب لي ألما ويأسا

سأغادر المبغى الكبير ولست آسى

أنا لست غانية وكاسا

[/SIZE][/JUSTIFY]

ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]