احلام مستغانمي

شانيل رقم (5)


شانيل رقم (5)
[JUSTIFY] سخاؤنا العاطفيّ يا عزيزتي سببه يُتمنا لا حزننا، لا أكثر سخاءً من اليتامى. نحن، على كثرتنا، أمّة يتيمة، مذ تخلَّى التاريخ عنّا ونحن هكذا…
اليتيم كما يقول زيّان: لا يشفى أبدًا من إحساسه بالدونيّة –
واصلت بعد شيء من الصمت – العطر الذي أهديته إليك «شانيل رقم 5» دليلٌ على ذلك. حتّى عندما نجحت كوكو شانيل واشتهرت، لم تشف من عقدة يُتمها.. وأطلقت على عطرها الأوّل، الرقم الذي كانت تحمله في دار الأيتام، التي تربَّت فيها.
لاحظي بساطة القارورة في خطوطها المربَّعة دون نقوش أو فخامة أو طلاء. ذلك أنّ اليُتم عارٍ وشفّاف إلى ذلك الحدّ. حتّى إنّه لا يحمل اسمًا. بل رقمًا. إنّ معجزة شانيل ليست في ابتكارها عطرًا طيّبًا، بل في جعلها من اليُتم عطرًا ومن الرقم اسمًا.
( من رواية عابر سرير).

[/JUSTIFY]

الكاتبة : أحلام مستغانمي