إعتبروهو الضحى !

على مدى عقود من الزمان ظلت فيها الأموال تتدفق على ديوان الزكاة بمختلف (العملات) أشكال وألوان ومن كافة الأنشطة الإقتصادية و(مثال فقط وليس للحصر) إبتداء من كبريات شركات البترول والإتصالات والشركات الصناعية والتجارية والبنوك مروراً بالمغتربين ورجال الأعمال والمجمعات والشركات والمحال التجارية والصيدليات والمستوصفات الخاصة مروراً بالمزارعين والمهنيين والحرفيين وأصحاب الصناعات إنتهاء بأصحاب المطاعم والكافتيريات والبقالات والأكشاك والجزارين وبتاعين الخدار و(الطبالي) ! كل هذا ولم نلحظ أثراً ولو (شبه ملحوظ) بل لم نشاهد ولو مشروعاً ضخماً واحداً يتناسب وحجم هذه الأموال التى تتدفق يومياً على هذا الديوان !

كثير من المرضي التي تتوقف حياتهم على إجراء بعض العمليات الجراحية يتجهون صوب ذلك الديوان أملين أن يجدوا الدعم الذي ينقذ حياتهم لكنهم يجدون أنفسهم في دوامة لا يعلم مداها إلا الله و (أمشي وتعال) على الرغم من ان المرض لا ينتظر وأخيرا يقوم الديوان (ده لو قام) بمنحهم (دريهمات) لا تكفي (حق المواصلات) الذي يعيدهم من حيث اتوا !!
بالأمس وفي عموده المقروء بصحيفة السوداني (إليكم) سرد الأخ الأستاذ الطاهر ساتي قصة أسرة فقيرة يموت أطفالها عندما يكتمل عامهم الاول وقد فجعت هذه الأسرة بوفاة ثلاثة أطفال أما الطفل الرابع (مصعب) فقد أكمل عامه الرابع بفضل أهل الخير الذين يمدون الأسرة بدواء يعمل على إستقرار الحالة نوعاً ما إلى ان يتم زراعة كبد له مصعب الآن يرقد في غرفة العناية المركزة تتدهور حالته يوما بعد يوم إذ ان تكلفة العملية تبلغ خمسين ألف دولار وقد خاطبت الأسرة ديوان الزكاة ولم يجد طلبها قبولا (كما جاء في العمود) !!
ديوان الزكاة لا يستحي .. وللا القائمون عليه يستحون .. فهذه الخمسين الف دولار التي تتوقف عليها حياة مصعب قد قام بدفعها قبل حوالي عشر سنوات الدكتور عبدالقادر الفادني الأمين العام السابق لديوان الزكاة كتبرع لقيام قناة فضائية تسمي ( الضحى) لا نجد لها أثراً حتي الان (وهمية وكده) !! وعندما سئل (الدكتور) عما إذا كان الديوان قد إسترد هذه الخمسين ألف دولار من جماعة (القناة الوهمية) أجاب بالنص في الحوار الذي أجرته معه صحيفة (الحرة) العدد رقم 273 الصادر بتاريخ الأربعاء 10 فبراير 2010م : ( لم أسترده ولكنى سألت عنه وأنا عندما دفعت هذا المبلغ إستندت إلى علمى وفقهى وثقتى فى هؤلاء الأخوان وإشتراطى المسبق بمشاركة الديوان فى القناة عندما تبدأ بثها وذلك بنشر أعمال الزكاة فى السودان وكتبت أسأل أكثر من مرة عن سير العمل فيها ولقد ذكروا أنهم بصدد العمل وإنهم فى شأن إكمال التمويل مع إحدى شركات الإتصال فى البلاد وأقول لكم الآن ربنا يسألنى عن هذا المبلغ إن لم تقم تلك القناة ويسألهم عنه كذلك يوم القيامة)
إنتهي حديث الدكتور الفادني (الغريب وعجيب) والذي لا يستند إلى أي (فقه) ويخالف كل قوانين (المعاملات المالية) وقد خاطبنا سيادته في مقالنا ذاك الذي نشر بصحيفة الرأي العام بتاريخ 19 فبرائر 2010م بعنوان (قبل القيامة) قلنا ليهو ونحن ندين هذا التصرف (العبثي) باموال (الفقراء والمحتاجين) : (عاوزين قروشنا هسه دي قبل القيامة)، وقد تنحي الدكتور الفادني عن منصبه كأمين للديوان وتركنا لا نعلم إن كان قد تم إسترداد (الفلوس) وللا ح (نرجى القيامة) !!
عموما الحديث نوجهه للسيد الأمين العام الحالي لديوان الزكاة وكذلك للمراجع العام لحكومة السودان وسؤالنا المباشر:
هل تمت إستعادة هذه الخمسين ألف دولار من الذين قاموا بإستلامها بعد أن ثبت أن القناة لم تقم؟ وإذا لم تسترد ما هي الإجراءات القانونية التي تمت من أجل إستعادتها؟
إن كان ديوان الزكاة يقوم بدفع له خمسين ألف دولار تبرعاً لقيام قناة فضائية وهمية فالأجدر ان يقوم الديوان الآن وليس الغد بدفع ما يماثلها من أجل زراعة كبد لمصعب حتى توهب له الحياة من جديد وللا ما كده يا (ناس الزكاة)؟
نرجو الرد العاجل من السيد/ الأمين العام لديوان الزكاة .. ومعاهو شيك بخمسين ألف دولار من أجل حياة مصعب !!