د/ عادل الصادق المكي

لو تعرف الشوق.. يا المشلِّق فوق


[JUSTIFY]
لو تعرف الشوق.. يا المشلِّق فوق

شلّق.. يعني عاين فوق.. وشلّق يعني ارتفع.. الطيارة شلّقت.. يعني طلعت فوق طايرة وقدومها لي فوق.. وشلّق عيونو يعني قعد يعاين لي فوق زي البيعاين لي جفنو الفوقاني.. ولما تجي تكب قطرة لي زول تقول ليهو شلق شلق.. وشلقوهو.. يعني عملو ليهو عملية عيون.. وكان التكارين في غابر الأزمان أطباء عيون متحركين.. يبيعون “الهتش” ويشلقون العيون.. في الصقيعة تحت ضل أي شدرة.. وكانو متخصصين في الموية الزرقا.. يجو القرية.. تصبح نص القرية مشلّقة.. وناس كانت تخيّر وتشوف، وناس في عماها.. لكن برضو محاولة.. وللتكروني أجر المجتهد.. والشلّيق أو المعاينة لي فوق.. عند بعض الناس تكون ضربا من ضروب الطناش.. تنضم معاهو وتلقاهو هو مشلق يعاين للسقف.. زي الكأنو مافي زول بينضم معاهو.. وإنت ومقدرتك على التحمّل.. يا نطيت ليهو في رقبتو خنقتو.. يا ضحكت وخليتو.. وبينهما زعلة قد تطول أو تقصر.. يعجبني جدا مطرب جديد.. قاعد يقلد الفنان أحمد الجابري.. المطرب دا قاعد يغني ويشلق.. يعاين فوووووق.. وتاني التنزّللو رقبتو ما تتعرف.. ويتوه وما يحس بالحولينو.. ويتابع غناهو وهو في شليقتو.. وصراحة الزول دا قاعد يغني بكل أحاسيسو.. لحدي ما يأثِّر فينا نحن القاعدين نتفرج.. ولا نحرا لا ندرا نلقى نفسنا شلقنا زيو.. وما ننزل روسينا علا بعد تنتهي الغنية.. ونقعد تاني يوم نشكي من وجع الفِقَر.. الفنانين البيدوبو في الغنا بيعملو حاجات كتيرة غريبة.. وما بيكون قاصدنها.. واحد يغمد.. وواحد يشلق.. وواحد.. يضحك بلا سبب.. وزي ديل كتااااااار تلقى غنية مناحة وبكا.. وهو يغني فيها ويضحك ومبسوط.. كان أحد المطربين المشهورين يغني وينتهي من الكوبليه الأول.. ويتوكل على الله ويمشي بي وشيهو ويركب الزلط علا يلحقوهو يجيبوهو تاني يتم الغنية.. ومرات يتحاوشوهو عشان ما يمرق من جنب المكرفون.. عايشت أحدهم وهو يحاول أن يكون مطربا في بداية مشواره الفني.. في أثناء الغنا ولما ينتهي الكوبليه يمد شلاليفو الاتنين لحدي ما الموسيقى تنتهي.. ويرخيهن في الكوبليه البعدو.. ومرة اتوكلت على الله وانتبذت به ركنا قصيا.. وقلت آخد فيهو الأجر.. قلت ليهو يااخي شلاليفك ديل ح يعيقن مسيرتك الفنية وحكاية مد الشلاليف دي ما إنسانية.. ممكن يكون الحفلة فيها شُفع.. ونسوان بيتوحمّن…. أو زول أهبل يكون بي يفتكرك بتمد شلاليفك للنسوان الفي الحفلة.. وبعدين نبقى في دق وحجّازة.. واتفقنا أنا وهو والزول القاعد وراهو وبيدق الدربوكة.. إنو أول ما الكوبليه ينتهي والزول دا ينتهي من الكوبليه دا.. يلكزو عشان ما يمد شلاليفو.. مرت الغنية الأولى بنجاح بدون أي ضربات جزاء.. الغنية التانية مطربنا رجع لي عادتو.. وبقى يمد في شلاليفو.. وأنا من بعيد أأشر لبتاع الدربوكة.. وبتاع الدربوكة هنا يلكز فيهو ويلكز فيهو.. الفنان زهج وقبل عليهو في المكرفون قال ليهو.. ( يا زول بتلكّز مالك.. أها، بس).. ثم مد شلاليفو أقصى ما يمكن.. والمرة دي بدون مزيكة وبدون غُنا.. وعلى رؤوس الأشهاد.. مكاواة ليس إلا.. لكن مكاوة دخلت عليهو بالساحق والماحق.. وإدقا دق العيش.!!!

[/JUSTIFY]

الباب البجيب الريح- صحيفة اليوم التالي