ضياء الدين بلال

اضبط..إنَّهم يَهْرُبُون!


[JUSTIFY]
اضبط..إنَّهم يَهْرُبُون!

السفير عبد الله الأزرق بمنزله في لندن، بعد انتهاء وجبة الغداء، ربما قالها لمجموعة من الصحفيين على سبيل الدعابة أو الرسائل المبطنة:
(يا جماعة تعالوا نتصور.. عشان بعدين لمن يهرب واحد ويطلب اللجوء السياسي، نخرج هذه الصور كمستند ضد، لدى الجهات المعنية بقبول طلبات اللجوء).
فعلها زميل صحفي قبل أسابيع من مداعبة السفير.
تناول معه وجبة الغداء بالمنزل، وتبادل معه الضحكات وآخر النكات في السودان، وفي صبيحة اليوم الثاني كان قد أكمل ملء استمارة طلب اللجوء بدعوى الاضطهاد السياسي!.
حتى بعض الدبلوماسيين أصبح (منهم خوف) من أن يفعلوها بذات الطريقة.
بعضهم يختار طريقة أكثر سلاسة وأقل ضجيجاً، للامتناع عن العودة للوطن بعد انتهاء القيد الزمني للتكليف.
أسوأهم كان السفير (بابو فاتح). تعدى على مال السفارة في هولندا، وحين كشف أمره، غادر المنصب وأغلق الباب من خلفه!.

ليست هي المرة الأولى التي يتخلّف فيها أفراد من بعثات رياضية عن العودة للبلاد، طمعاً في كسب اللجوء السياسي في إحدى الدول الغربية، خاصة ذات الوضع الاقتصادي المتميز.

في أولمبياد لندن، هرب ثلاثة لاعبين من البعثة السودانية، وذهبوا إلى نوافذ طلبات اللجوء السياسي ببريطانيا.
لا أعرف هل مُنحوا ما يبتغون، أم لا يزالون قيد الانتظار؟
الخبر وقتها تناقلته وكالات الأنباء العالمية، وربط البعض منها بين الحدث وأوضاع السودان السياسية.
في فترة زمنية قصيرة، تكرر الحادث ثلاث مرات، من قبل لاعبي مناشط ألعاب القوى ومرة من قبل اتحاد السباحة.
بالأمس نشرت الصحف خبرَ تخلّف ثلاثة من لاعبي منتخب السودان للعبة الشطرنج بالنرويج، طلباً للجوء السياسي.
مثل هذه الأخبار، تجد مساحة واسعة في التناول الإعلامي، وتوفر مادة خصبة لتشريح أوضاع الدول (وشيل حالها).
وتستغل لإلحاق إساءة بالغة بالحكومات.
لم تجد آلة الإعلام الأمريكية فرصة مواتية للنيل من سمعة النظام الإيراني، أفضل من خبر هروب مصور التلفزيون الإيراني المرافق للرئيس السابق محمود نجاد، في إحدى دورات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
خبر المصور أصبح أهم من كل ما قاله نجاد.
هروب أعضاء البعثات الرياضية طلباً للجوء السياسي في دول أخرى، أكثر الدول التي اشتهرت به هي أرتريا.
الغريب أن الهروب الأريتري يتم إلى دول أفريقية ليست أفضل حالاً بكثير عن الدولة الأم!.
اختفى 13 من بعثة فريق كرة القدم الأريتري في كمبالا، امتناعاً عن العودة إلى أسمرا. ومن قبل، فعل عدد من اللاعبين الأرتريين ذات الشيء في تنزانيا وكينيا.

كثيرون يحمِّلون الاتحادات الرياضية مسؤولية الهروب، وفي مرات تلقى المسؤولية على كاهل السفارات، رغم أن الظاهرة أعمق من ذلك وأخطر.
مهما توفر لقيادات البعثات من مقدرة على المتابعة والمراقبة وضبط الحركة والتنقلات، ومهما اتخذت السفارات من إجراءات إدارية وقائية؛ لن تفلح في منع من له رغبة في الهروب من تنفيذ مبتغاه.
طلب الإذن لاستخدام دورات المياه، من الممكن أن يوفر فرصة مثلى للهروب من الوطن والاستجارة ببلد آخر!.
حجز الجوازات قد يستخدم كدليل تعضد به حيثيات طلب اللجوء، وأي إجراءات أخرى ذات طبيعة صارمة، قد توفر مبررات لمنح حق اللجوء.
بالتأكيد، ليس العلاج الانكفاء الرياضي على الذات والامتناع عن المشاركات الخارجية.

لماذا لا تبتدر جهة ما ذات اختصاص وصلة ورشة للمدارسة حول الظاهرة في كل أبعادها، وتقديم مقترحات عملية للقضاء عليها، أو على الأقل الحد منها.
للأسف، إذا لم تجد الظاهرة المعالجات اللازمة والضرورية، سيصبح السودان الدولة الثانية بعد أريتريا من حيث هروب أعضاء البعثات الرياضية، أو ربما يتفوق عليها!.
[/JUSTIFY] [EMAIL]diaabilalr@gmail.com[/EMAIL] العين الثالثة – ضياء الدين بلال
صحيفة السوداني


تعليق واحد

  1. مهما يكن من أمر فإن أصحاب هذه الحالات أما ليس لديهم إرتباط بالوطن وعاطفة تجاهه وليس لديهم مايخسرونه أو يعتبرونها فرصة لن تتكرر وعليهم أن يغتنموها لتصحيح أوضاعهم الإقتصادية وليس بيعا للوطن ولكن في كلا الحالتين يصبح الوضع نوعا من العذاب والتجاذب بين تأنيب الضمير والحلم بتحقيق ماتصبو له نفسه ن لكن في إعتقادي أنه مهما بلغت درجة الإختلاف مع الآخر ووطأة الظرف المعيشي وطحالب السأم التي تنمو حولك يبقي الوطن والآهل وكل الناس الغبش هم الخيار الآوحد بلامنازع وهم الذين يسندون قفاك ويقفون إلي جنبك لا خواجة ولاغيرة لأن الرسول صل الله عليه وسلم يقول: من أمسى آمنا في سربه معافى فى جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحزافيرها. والشيخ ودبدر بيقول السعيد من بلاده لأم أولاده، مزيد من الصبر فالرزق مكتوب فنحن مطالبون بأداء الفروض والله هو الذي يتكفل بالرزق فنحن كل السودانيين قليلي الشكر لله علي نعمة ، الناس تشكو الضائقة المعيشية فلم تترك الثلاث وجبات وتختلف الأطعمة وتتنوع والناس تشكو لطوب الأرض . لكن رغم ذلك الأختلاف في الرأي لايفسد للود قضية.