داليا الياس

أسئلة “كهربائية” مشروعة

[JUSTIFY]
أسئلة “كهربائية” مشروعة

منذ أكثر من عامين أو يزيد.. حدث عطل كهربائي كبير بالمنزل، استعصى علي أمر التبليغ لأن كل الأرقام الخاصة ببلاغات الكهرباء يومها أسلمتني لبعضها البعض، وكل منهم ينبئني بأنني خارج دائرة اختصاصه! وأذكر أنني كتبت يومها عن ذلك آملة أن يتم تخصيص رقم موحد للتبليغ على مستوى البلاد.. وكان أن حرص أحد قيادات كهرباء العاصمة على الاتصال والتوضيح حاملا بشرى إطلاق خدمة مركز البلاغات الرئيسي برقمه المميز 4848 الشيء الذي أثلج صدورنا وأسعدنا.

واليوم أعود وكلي أسف لأخاطب المعنيين من القائمين على أمر الكهرباء، وأوجه لهم بعض الأسئلة المنطقية المشروعة التي تبحث عن إجابات واضحة ومحددة وهي على النحو التالي:

1- إذا كان المواطن السوداني المقتدر أو البسيط على حد سواء، يقوم حالما تمكن من بناء عقار سكني أو تجاري أو خدمي على امتداد المناطق التي تتمتع بالإمداد الكهربائي بشراء (العداد) الكهربائي الخاص بالعقار بمبالغ طائلة متفاوتة.. فكيف تقوم الهيئة بعد ذلك بفرض رسوم إيجار شهرية على العداد بعد أن أصبح تلقائيا مملوكا لصاحب العقار. !؟

2- لماذا تكون الاتصالات التي نجريها للرقم 4848 بغرض التبليغ عن مشاكلنا وحالاتنا الكهربائية الطارئة المتمثلة غالبا في القطوعات وما يسببها.. مدفوعة القيمة؟!!

والمعلوم أن أرقام الطوارئ في كل العالم يُفضَّل أن تكون مجانية حرصا على سرعة التبليغ.. ولتقديم خدمة مميزة مستحقة للمواطن..!

ولماذا تمعنون في تطويل فترات انتظارنا بينما صوت المجيب الآلي يقتات من أعصابنا باللغتين العربية والإنكليزية ويستفز صبرنا حين يقول لك إن رقم مكالمتك هو 39 على سبيل المثال، ثم لا يلبث سوى دقائق ليعود ويخبرك بأن رقم مكالمتك هو 47 وأن الموظف المعني سيرد عليك حالما توفر.!!

فبدلا من أن تتناقص فترات الانتظار، تجدها تطول وتطول حتى يكاد صبرك ينفد وكل هذا الوقت يستقطع ثمنه من رصيدك.!!

وما الذي يمنعكم من استخدام العدد الملائم من موظفي استقبال المكالمات بما يوفر وقت المواطن ويرحم إنسانيته.!!؟

3- إذا كانت الخدمة الكهربائية التي نستخدمها تعرف بكهرباء الدفع المقدم.. مما يلزمنا بشرائها أولا ودفع كافة تكاليفها عدا ونقدا قبل أن نعبئها إلكترونيا في العدادات التي اشتريناها من قبل، ثم عدنا فاستأجرنا تلك.. فلماذا لا زلتم تتحكمون في توقيت وآلية استخدامنا لها؟.. فتقطعونها عنا متى شئتم وفي أوقات حرجة وغير مناسبة لاسيما ليلا وفي مثل هذه الأيام القائظة وتتركونا فريسة للحر والباعوض.. وصغارنا يصرخون معلنين احتجاجهم.. فما قولكم وقول هيئة علماء السودان التي تتشدق بفتاويها في الفارغة والمليانة، في من يبيعك منتجا ويقبض ثمنه كاملا غير منقوص ومعه تبعاته وبحسب السعر الذي يريده، ثم يعود فيفرض عليك كيفية استخدامه ويحرمك من التمتع به.!؟

4- هل تعلمون أن سعر الكيلو واط الكهربائي في السودان أغلى من أمريكا؟.. وأن الجارة مصر كأقرب مثال وبكل الزحمة والاكتظاظ السكاني الذي كاد أن يتحول إلى انفجار.. وبرغم اتساع نطاق الإمداد فيها واستخدامها في الغالب للعداد البدائي.. لا تزال تكلفة الكهرباء فيها أقل منا بكثير رغم أننا على أعتاب التصدير وهو المرحلة التي تلي الاكتفاء الذاتي.!!!

5- بعيدا عن مبانيكم الفخمة الأنيقة ومستحقاتكم الممتازة.. متى تفكرون في استثمار العائدات المهولة التي تجنونها كل يوم لتحقيق فتوحات جديدة وتوصيل إمدادكم العزيز لبقية مدن وقرى وحلال السودان؟!! علما بأن مناطق متاخمة للعاصمة الحضارية لا تزال ترزح في الظلام.. فكيف هي النائية البعيدة.!!؟

أخيرا.. وعلى طريقة أستاذي الفاتح جبرا الشهيرة.. أخبار سد مروي شنووووووو!!!؟.. ومتى تعترفون بأنه كان من الأخطاء الاستراتيجية الفادحة!!؟.. وهل فكرتم يوما في استغلال الطاقة الشمسية الوفيرة التي تصلي جلودنا لخير هذه الأمة.!!؟

تلويح:

نعيد نشر العمود.. لأن الأوضاع لاتزال على ماهي عليه.. مع تفاقم القطوعات. ولأن أحدا لم يهتم بالإجابة على أسئلتنا التي ربما يراها المعنيون غير مشروعة.!

[/JUSTIFY]

إندياح – صحيفة اليوم التالي