أبشر الماحي الصائم

أشواق مزمل.. أمنيات الباز

[JUSTIFY]
أشواق مزمل.. أمنيات الباز

لا أعرف على وجه الدقة من أين يكتب صديقنا عادل الباز هذه الأيام، وهو رجل كثير التجوال.. من كوالالمبور أم من عاصمة العطور باريس أم لندن!! لكن الذي أدريه تماما أن ابن السناهير أينما حل يحل معه الوطن.. وهو يحمل وطنا باهظا جدا قد تصل سعة حمولته عشرات آلاف من الهكتارات النازفة.. وفي المقابل لا أعرف من أين يكتب هذه الأيام صاحب العطر المفتضح الأخ مزمل أبوالقاسم.. من القاهرة الدوحة أم الخرطوم.. غير أن عطر كلماته أينما نضح افتضح وجاءنا أريجه وعبيره.. الذي رأيت أن أقوله هنا إن الرجلين بطبيعة المآل والترحال لم يكونا في مكتب واحد، وهما يكتبان مقاليهما.. فعلى الأقل أن تطابقا وتضافرا قد جمع بين فكرتي مقاليهما أول أمس الإثنين.. فمزمل من جهته كان يحث البروف غندور حثا لعمل المستحيل من أجل السلام والاتفاق بما في ذلك إطلاق المعتقلين والحريات و… و… والباز في الجانب الآخر من الصحيفة يكتب الفكرة ذاتها ويطلق المناداة ذاتها لجميع الفرقاء السودانيين، لكي ترسو سفينة البلاد في بر الأمان.. لدرجة أن الباز قد ذهب بعيدا في ثقافة تصور المآلات، وهو يحتقب (بقجته) يتيه في الأرض كما هو حال إخواننا الشاميين فرج الله كربهم.. ففي البدء كان هناك الشقاق السياسي وتفويت كل الفرص ونفاد كل الوقت والخيارات ومن ثم كانت المحارق والنزوحات.. فالأرض تهتز من تحت أقدامنا والخيارات تضيق والفرص تتضاءل والوقت الأصلي يمضي وتهديف كل الفرق والفرقاء خارج عارضات الوطن.. والصحفيون لم يكونوا وحدهم من يحدثهم عقلهم الباطن بما لا تراه الأعين.. فكثيرون الآن يتحسسون بقجهم ومسدساتهم ووجهاتهم القادمة.. غير أن على الصحافة والصحفيين يقع العبء الأكبر لكونهم حملة رايات التنوير وشعل المعرفة والوعي والتحذير.. فعلى الأقل نحن الذين نوفر فرص الميادين للسياسين ليلعبوا بهذه الخشونة المتعمدة دون أن نشهر الكروت الحمراء في وجوههم و.. و..

ربما ترفد فكرتنا التي خرجنا لخدمتها اليوم المقالة الرصينة التي نشرت منذ أيام بهذه الصحيفة لصاحبها التلفزيوني الأشهر فيصل القاسم.. والتي أشار فيها لاعترافات أحد مناصري نظام بغداد الآن.. على أن نظام صدام الشمولي الذي كان يحكم بلدا واحدا هو خير ألف مرة من النظام الديمقراطي الذي بالكاد لا يفرض سيطرته على المنطقة الخضراء وسط العاصمة.. ونموذجا ليبيا واليمن يمثلان حالة اللا دولة التي ترزح تحت وطأتها الشعوب هناك و.. و..

وللذين يقرأون بتطرف.. وبرغم البون الشاسع بين طرابلس القذافي وبغداد صدام وخرطوم الخمسين صحيفة ومائة وخمسين حزبا وحركة.. برغم ذلك ندعو لتغيير لا يسقط الدولة كما حدث في تلك البلدان.. على الأقل ليجد البدلاء بلدا يحكمونها، وفي هذه الحالة علينا أن نفرق بين سقوط الدولة وسقوط النظام.. تصبحون على خير!!

[/JUSTIFY]

ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]