عبد اللطيف البوني

مرشحكم دوت كوم


[ALIGN=CENTER]مرشحكم دوت كوم[/ALIGN] برنامج حديث الساعة الشهير في الاذاعة الاشهر «البي بي سي» كانت حلقته ليوم الاربعاء الماضي عن دور الانترنت في العملية الانتخابية في الوطن العربي، وبما انني من الذين تعودت هذه الاذاعة على استضافتهم في هذا البرنامج قبلت الاشتراك في تلك الحلقة بمجرد ابلاغي بالعنوان وكان معي في الحلقة كويتي ولبناني وايراني، فوجدت نفسي في وضع لا يحسد عليه لأن كل المشاركين الآخرين لديهم تجارب حية مع الانتخابات والانترنت أما نحن في السودان فلم نمر بعد بهذه التجربة فآخرانتخابات ليبرالية كانت في العام 1986م ويومها كان الانترنت (ولا في الاحلام).
من خلال البرنامج اتضح لي ان السودان من أقل الدول استخداما للانترنت لا بل معلوماتي الشخصية في هذا الموضوع تؤكد ذلك، والغريب في الأمر اننا في السودان من الدول الكبيرة في استخدام تقنية الاتصالات الحديثة فيما يتعلق بالجوال بدليل الارباح الطائلة التي تتحصل عليها شركات الاتصالات ولكننا مازلنا متخلفين في استخدام الانترنت، فمعظم طلاب جامعاتنا لايعرفون عنه الا النذر اليسير، لا وجود للانترنت في مكاتب الدولة ولا في عمليات البيع والشراء حتى مقاهي الانترنت في العاصمة لا يؤمها الا الاجانب والسودانيين الذين يرتادونها قلة من الشباب للفرجة على بعض المواقع(اياها) وأسعار خدمة الانترنت عالية جداً مقارنة مع الدول الاخرى يبدو لي و-الله اعلم – كأنما جهة ما تحارب الانترنت في هذه البلاد مع انها اصبحت من اهم مؤشرات التنمية الشاملة.
المشاركون في البرنامج أوضحوا ان الانترنت قد قلب الامور رأساً على عقب في العملية الانتخابية اذ استطاع قهر الاعلام الرسمي الذي يعتمد عليه المرشحون المسنودون من السلطة ومكن المرشحين من الاتصال المباشر مع الناخبين دون حاجة للتجمعات والليالي السياسية و(الفانوس حرق القطية) وكشف الحقائق والاشياء المخفية (التحت تحت) لأن الانترنت به خاصية اختفاء المصدر لا بل وصل احياناً مرحلة التلفيق والفبركة كما ذكر المشارك الكويتي اذ قام احدهم بدبلجة كلام (قبيح) على لسان احدى المرشحات. فاذاً الانترنت ساعد على كشف الحقائق وساعد في نفس الوقت على اشاعة الادب السياسي الرخيص (والكلام ليك يا……..).
عن توقعاتي لما سيحدثه الانترنت في انتخابات السودان القادمة (هذا اذا قدمت) قلت بقراءة الواقع لن يكون للانترنت اثر كبير كالذي حدث في الكويت وفي لبنان وفي ايران لأن انتشاره في السودان محدود، وان الدعاية الانتخابية ستعتمد الى حد بعيد على الوسائل التقليدية من ليالي سياسية ومواكب وملصقات ومنشورات وصحف مع استخدام لوسائل الاتصال الجماهيرية من تلفاز واذاعات (بمزاج الحكومة اوغيره) لأن السموات اصبحت مفتوحة، فلو احتكرت الحكومة اذاعاتها وقنواتها فان هناك اخريات لا يتبعن لها، ولكن يمكننا التكهن بأن الانترنت سينشط في موسم الانتخابات وسيلجأ اليه البعض مبادرة ويضطر الآخرون لمجاراتهم، وبهذا ستكون الانتخابات مناسبة لازدهار الانترنت في السودان وليس العكس كما حدث في الدول الاخرى. اذاً على الجهات المشاركة في الانتخابات (المتوقعة) والتي رصدت لها المليارات ان تقوم منذ الآن بتوزيع كذا مائة الف خط انترنت مجاني للشباب بدلاً من (بعزقة) الاموال في الولائم والكواريك و(اكلوا توركم وادوا زولكم) بهذا تكون خدمت اهدافها الدعائية واسهمت في نشر التقنية الحديثة في البلاد و(تبقى الحكاية صلحة وسترة).

صحيفة الرأي العام – حاطب ليل
العدد(22692) بتاريخ 16 /6/2009)
aalbony@yahoo.com


تعليق واحد

  1. الاستاذ / البونى لك التحيه . لكن بما أن أجهزة الكمبيوتر هى الاغلى من خطوط الانترنت فعلى الجهات المشاركه فى الانتخابات ان توزع كمبيوترات على الشباب ( ومن أمتلك الحمار يستطيع شراء السرج)