احلام مستغانمي
صديقي سميح . . أتظاهر بالبكاء عليك
.. هكذا ينتقم الشعراء دائمًا من القدر الذي يطاردهم كما يطارد الصيف الفراشات..
إنَّهم يتحوّلون إلى دواوين شعر. فمن يقتل الكلمات؟
… كنت أدري في أعماقي ، أنّه إذا كان لموت الشعراء و الكتّاب نكهة حزن إضافيّة ، تميّزهم عن موت الآخرين ، فربَّما تُعزى لكونهم وحدهم عندما يموتون يتركون على طاولتهم ، ككلّ المبدعين، رؤوس أقلام .. رؤوس أحلام، ومسوَّدات أشياء لم تكتمل.
و لذا فإنَّ موتهم يحرجنا.. بقدر ما يحزننا.
أمّا الناس العاديُّون، فهم يحملون أحلامهم وهمومهم ومشاعرهم فوقهم. إنَّهم يلبسونها كلّ يوم مع ابتسامتهم، وكآبتهم، وضحكتهم، وأحاديثهم، فتموت أسرارهم معهم.
( ذاكرة الجسد )
[/JUSTIFY]الكاتبة : أحلام مستغانمي