اسحق احمد فضل الله

بدأنــــا

[JUSTIFY]
بدأنــــا

«1»
> والصادق المهدي.. الجمعة أمس الأول.. يستمع لمدير مخابرات سيسي وهو يحدثه أن الثورة في السودان «نشعلها../ يعني مخابرات مصر/ في ابريل القادم»
> لكن.. ما تفعله المخابرات الآن للهدم هو أنها تعمل بأسلوب مدهش والحكومات .. علمت أم تعلم.. تظل عاجزة عن منع الهدم هذا لأنه يتم بأسلوب يستحيل إيقافه.
«2»
> في القضارف.. مثلاً.. عربات الفحم تزحم الطرقات
> والفقر أو غيره يجعل المواطن يقطع الغابة
> ومنذ سنوات
> وعربة فحم تمر بك.. تراها .. وما لا تراه هو ألف عربة في ألف مكان تقطع ألف شجرة.. كل يوم
> والغابة تختفي.. في سنوات قليلة
> واختفاء الغابة يجعل الأمطار تتراجع عن منطقة القضارف
> وتراجع الأمطار يعني.. لا زراعة
> واختفاء الزراعة يعني الجوع والثورة
> والجوع والثورة أشياء لا تعيد الغابة وما يبقى هو النزوح
> والنزوح يعني كشف الحدود.. لدول تسعى للتمدد في السودان..و…
> والكراسة هذه تقرأها مخابرات سيسي
> ومخابرات سيسي تجد في الأوراق أن «المياه في السودان تظل تحت إدارة أصابع مصرية منذ عام 1953»
> عندها يطل تفسير جديد لملاحظة أن.. نصف وزراء عبود ووزراء حكومة الصادق المهدي كلهم أما أنه متزوج من مصرية.. أو له جذور مصرية.. وصداقات متجددة هناك.. في تخطيط بعيد.. بعيد.. تديره جهات هي ما يدير مخابرات مصر وغيرها
«3»
> وجزر في البحر الأحمر الآن يهبط بها الجيش المصري.. بدعم من دولة عربية كبرى.
> والجيش المصري عيونه تذهب إلى سد النهضة من هنا وإلى شيء يخطط لاستبدال أفورقي من هنا
> وغرباً .. غليان قوس ليبيا.. تشاد.. إفريقيا الوسطى وغيرها .. يجعل ديبي يرسل جيوشه الآن إلى شمال تشاد في حرب أهلية قبلية
> بينما قبائل/ الجنوب غير المسلمة/ تتحفز
> بينما مشروع فرنسا منذ عام 1992 لنزع الحكم من أيدي المسلمين في منطقتها يجعل حرب رواندا تطرد المسلمين عام 1993
> بعدها طرد المسلمين من افريقيا الوسطى.. العام الأسبق
> الآن يتجه إلى طرد المسلمين من حكم تشاد
> وما يجمع هذا كله هو «خطط بعيدة المدى.. تعمل بالراحة.. ويستحيل منعها»
«4»
> الخطط البعيدة تعمل من داخل عروق الطب.. وفي مصر وفلسطين وتركيا يكتشفون أدوية تعمل لتعقيم النساء المسلمات.
> وفي الاقتصاد.. في نيجيريا يعمل المخطط لتحويل الثروة إلى أيدي غير مسلمة.
> وفي التعليم.. والثقافة..
> والأمر في السودان .. بالذات. يقطع شوطاً بعيداً.. ويستحيل منعه
«5»
> والمخطط يستحيل إيقافه لأنه لا أحد الآن يستطيع قراءة طوفان الأخبار والأحداث اليومية الصغيرة ومعرفة ما وراءها
> وقبل عشرين سنة نكتب حكاية صغيرة
في الحكاية.. الراضي أبرع جناح أيسر في السودان وافريقيا يتميز بظاهرة مثيرة
> الراضي لا يرى رؤيا في نومه إلا تحققت بدقة
> الراضي يرى في الرؤياء «مانشيت/ صحيفة سودانية .. الصحيفة تحمل تاريخ الخميس القادم
> وفي المانشيت «مصرع» الراضي.. ابرع لاعب في افريقيا»..
> والصورة التي تصحب الخبر تحمل عربة الراضي.. ورقمها يبدو واضحاً وبقايا العربة تطل من تحت الشاحنة التي طحنتها.. رقم الشاحنة كذلك يطل واضحاً
> الراضي يقرر ان يقضي يوم الخميس القادم في عوامة وسط النيل حتى لا تستطيع شاحنة في الارض الوصول إليه
> كان يقف بعربته في جانب الطريق يعيد الرؤيا في ذاكرته
> يميناً.. يلتفت يرد التحية لبعض الشباب يلوحون له
> شمالاً يلتفت.. ينظر في ذعر للشاحنة الحمراء ذاتها تندفع إليه في جنون
> يصرخ.. لا.. لا.. هذا يحدث الخميس غداً وليس اليوم.. اليوم الأربعاء.. و..
> تحت قعقعة الحديد المطحون الراضي يتذكر في اللحظة الأخيرة أن صحف الخميس إنما تحمل أحداث الأربعاء.. وليس الخميس
> وانت.. القارئ.. يدهشك الآن كيف أنك لا تلاحظ هذا
> الأحداث كلها يرقد في تفاصيلها شيء يغيب عن ذهنك
> وتلحظه المخابرات..
> وتجعله طريقاً للمخطط الذي تديره.. لتدميرك
«6»
> البلاد.. ومنذ سنوات قليلة.. قليلة جداً.. تقيم مركزاً حقيقياً للدراسات.. تحشد له مجموعة عبقرية
> وما تجده كله.. حتى الآن.. يحمل صفة واحدة هي.. سري جداً والتعامل معه .. سري جداً
> وبدأنا.. على الأقل.. بدأنا
[/JUSTIFY]

آخر الليل – اسحق احمد فضل الله
صحيفة الانتباهة
[EMAIL]akhrallail@gmail.com[/EMAIL]