فدوى موسى

الموت الجميل!


[JUSTIFY]
الموت الجميل!

هل طاف ببالك يوماً ان للموت جماليات؟ أو أنه اصلاً هناك نقطة تلاقي ما بين فكرته والجمال.. للحظة ما قد يلتبس ذلك في الاذهان.. هو نهاية كاملة لوجود انسان بين الاحياء فكرة وجوهر.. كما عمليات المسح في ادبيات الكتابة.. كلنا مكتوبين بقلم الرصاص ومن باب الرحمة لا نعرف متى يتم مسحنا من هذه الفانية.. قد لا يكون من الحصافة أن نسعى لمعرفة متى نموت أو نبرمج حياتنا (قفلاً )على فكرة اننا الآن ميتون لا بد من ايجاد مساحة مع الأمل.. دائماً ما اتذكر اخي الصغير المحبوب جداً وأنا اقوم بمراجعة الدروس معه وهو يتذمر داخلياً من فكرة التقيد بالمذاكرة.. فيسألني جاداً «يا فدوى انتي بتموتي» أقول له «نعم».. «أنا بموت.. نحنا بنموت كلنا».. «نعم» «طيب نقرأ ونذاكر لشنو؟».. وكان سؤاله دائماً ليتخارج من المذاكرة وفكرة العصر في القراية.. «ايام».. المهم قرائي رغم قدرية وحتمية الموت يظل الانسان مؤملاً في رحمة الله وامله في هذه الحياة.. ولكن تبقى ذكرى الموت من باب تنبيه العباد بأن هناك نهاية لكل ما يقومون به خيراً وشراً والافضل ان يستبرأ الانسان لنفسه وحصاده في الدنيا.. اما إن عرفنا ساعة ذهابنا من هذه الدنيا فأننا بلا شك سنقضي العمر كله في انتظار هذه اللحظة دون عمل ولا تعمير.. رحم الله كل الذاهبين واصلح عمل الذين هم في طريقهم لذات القدر المحتوم.

الموت أنواع!

«صديقتي» ترى ان الموت أنواع.. أصعبها أن تدفن نفسك مع أناس انت لست منهم بشيء أو أن تتقاصر للركود مع أوضاع هي دونك، وأنت لم ترفع موضعك منها والأعراب البائن.. الموت احياناً كما تقول ان تتماهى مع الحياة التي لا تدخل فيها يدك للتغيير أو التطوير أو التحسين.. ولكن يبقى الموت الذي لا مفر منه ذلك الذي يختم به صحائف عملك في الحياة.. نعم نحن سنذهب بلا مخصصات ولا ميزات الا اعمالنا إن كانت خيراً أوشراً.. جئنا اليها عراة ونخرج منها عراة من سترة ثياب رحمة أو أجر بذلناه هنا أو هناك.. نحن لا نعرف على اي شاكلة يكون ذهابنا أو من يقوم بغسل اجسادنا البالية.. فيا له من موت عجيب يعقب طول أمل وينهي جهداً ضخماً وآمال وطموحات لا تموت ولا تشيخ.

آخر الكلام: الموت هو الموت إن كان جميلاً أو غيره.. كأس الموت الذي سنشربه لا مانع لهذا الشراب إلا قضاء الله تحديداً لموعد الأجل.. اللهم حسِّن اعمالنا وتجاوز عن سيئاتنا وكبر عقولنا لفهم مشروعية هذه الدنيا الفانية.. وادخلنا مع الزمرة التي ترضى عنها «آمين آمين».

[/JUSTIFY]
[LEFT]مع محبتي للجميع[/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email] كيمياء المطر