وقال غيرة
* تبلغ الأزمة عند المرء مداها عندما يرسم التسطيح حروفه لوحة على جدران كانت مزدانة بالعمق ..!
* إن كان د. أمين حسن عمر (المحسوب في عداد المفكرين) يحلل الأحداث بطريقة كوميدية فجة تدعو للسخرية، فلماذا يلوم الناس د. ربيع عبد العاطي صاحب نظرية (تكثيف المعاني في دولارات دخل المواطن السوداني)؟؟.. مع العلم أن المواطن السوداني لا دخل له بـ(الدخل) الدولاري الذي نسبه له عبد العاطي على شاشة قناة الجزيرة الفضائية في ذات مماحكة تلفزيونية!
* من (المضحكات المبكيات) قول أمين حسن عمر في حديث إذاعي الأسبوع الماضي إن الدافع الحقيقي لرئيس حزب الأمة الصادق المهدي لإبرام إعلان باريس مع الجبهة الثورية (الغيرة من سطوع نجم زعيم المؤتمر الشعبي حسن الترابي في الحوار الوطني)، مؤكداً أن كل القصة وما فيها أن المهدي يريد أن يكون النجم اللامع في سماء السياسة!!
* فجأة تحولت قضايا الساحة السياسية المصيرية إلى صراع (شو) وحرب نجومية..!!
* تجاوزت نجمات السينما الهوليوودية والعربية إشكاليات الصراع على النجومية ولم تعد خلافات (ترتيب كتابة الأسماء) على (تترات الأفلام) تثير عواصف من الأزمات كما كان يحدث في السابق، مما يؤكد ارتفاع نسبة الوعي بين نجمات (الفن السابع)، في الوقت الذي يتهم فيه أمين حسن عمر قادة الأحزاب والفكر والاستنارة بأنهم يبنون مواقفهم في كل ما يتعلق بقضايا البلاد على أسس سطحية لا تتجاوز هواجس (من فينا النجم الذي سيخطف الأضواء ويقود التيم ويرتدي الشارة)..؟؟
* هل يستقيم عقلا أن يكون المهدي قد تجاوز مرارة اعتقاله وغض الطرف عن كل ما أصابه وحزبه في الفترة الماضية وشد الرحال لباريس (بحثاً عن اتفاق يضعه في صدارة المشهد السياسي)؟؟.. وكيف يريد منا أمين حسن عمر تصديق فكرة أن القضية مجرد (حرب نجومية)؟.. وهل بات قادة المؤتمر الوطني لا يحترمون العقول عند مخاطبتهم للناس أم أنهم وصلوا لقناعة مفادها أنها ـ أي العقول (تبلدت) بما يكفي لدرجة مد ألسنة الاستهزاء في وجه القضايا المفصلية بالحديث عن البريق وخطف الأضواء والأفول واحتكار النجومية؟؟.
* يتضجر بعض المغنين الذين يشاركون في أداء عمل واحد أو الغناء كل بمفرده في ليلة واحدة ممن يحصد تفاعل الناس ويشد الحاضرين نحوه بخيوط من ضوء حتى نهاية وصلته، وتعارف أهل الفن على مصطلح (سرقة الخشبة) الذي يطلق على من يخطف الانتباهة على خشبة المسرح إن كان ممثلا أو مغنيا، ويبدو أننا كنا نجهل حقيقة أن بعض الساسة مولعون بالسرقات حتى على مستوى المسارح و(الشو) والخشبات ..!!
* من حق الساسة أن يتصارعوا على النجومية إن باتت تمثل همهم الأول طبقا ﻷمين حسن عمر، ولكن عليهم أيضاً إدراك حقيقة أن للنجومية في معظم الأحوال فترات ومراحل وأعمارا ..!!
* يبحث الساسة عن الخلود، ويتمسكون بالقيادة في أرذل العمر، ويتشبثون بالمقاعد أبد الدهر، ويعيشون (شبابا سياسيا) لا سقف له، ولكنهم إن طاردوا النجومية فعليهم (تحديد مدة انتهاء الصلاحية) ..!!
* ليس مهماً أن تصارع على النجومية طيلة عمرك، ولكن المهم حقاً أن تتهيأ ليوم الأفول فلا تصبح ساخطا على الجميع وكارها لكل ما حولك لأنك لا تريد التصالح مع متغيرات الحياة برفع يديك للسماء متضرعاً بالقول: (اللهم اكفنا شر المجد وشر زوال المجد) ..!!
* طالما أن للنجومية عمرا محددا في معظم الأحيان، فهي والسياسة خطان متوازيان لا يلتقيان ..!!
* عزيزي أمين: (البتدوروه تغيروه ليهو السياسة الخارجية، والبفارق دربكم تطلعوه مهووس نجومية) ..!
نفس أخير
* ولنردد خلف إبراهيم ناجي :
قف تأمل مغرب العمر وإخفاق الشعاع
وابك جبار الليالي هذه طول الصراع
ما يهم الناس من نجم على وشك الزماع
غاب من بعد طلوع وخبا بعد التماع..!!
[/JUSTIFY]ضد التيار – صحيفة اليوم التالي