[ALIGN=CENTER]إجتماع دائري! [/ALIGN] إجتمع هؤلاء.. يربطون «الكرفتات» ويتلفحون بالبدل في عز الحر الساخن.. كل واحد منهم يعتقد أنه الشخص الأهم في هذه الجلسة.. فحاله «الأنا» التي يدمنها البعض في هذه البلاد تنبىء عن جدلية قائمة عن إمكانية تنفيذ أي إنجاز وسط التجاذب الشخصي والأنانية المغولة في أعماق الفردية وإثبات الوجود الشخصي.. إجتمع هؤلاء.. يتحدث الأول بفكرة يفندها الثاني ويأت الثالث بفكرة ثالثة مغايرة ليصححها الأول ويقترح الثاني تعديلها ليعدل الثالث عن رأيه وهكذا تكون دائرة النقاش والتفاوض مفرغة من كل المعاني.. يتركون أصل ما إجتمعوا له ليمسكوا بالتفاصيل الجانبية أو على قول العامة «ليرضعوا الشطر الميت».. ودرجات الحرارة ترتفع.. والماء يأبى أن يترفع إلى أعلى «مكيف الماء» ذي الأربعة آلاف وحدة فتزداد وتيرة الإجتماع حرارة.. يخلعون البدل جانباً.. ثم تقطع الكهرباء فيحلحلون «الكرفتات».. وتهدى أنفاس النقاش ليأخذوا معظم الزمن المقرر «إستراحة» يشربون الشاي ويقهقهون متندرين بكل ما قاله «فلان أو علان» وهكذا يتم إختزال الأهداف العامة إلى حدود إثبات الشخصية فقط ليمتطي «زيد أو عبيد» محمل الكلام ويكون هو المعني بأنه الأفضل.. الأكثر توفيقاً في الأفكار.. أما إذا ما تم التوصل لقرار أو إجماع على فكرة معينة فهي أما أنها أتت من جهات عليا أو أن الجهات التي تمول الأمر أعطت مؤشراتها.. وعندئذ يبدأ تنظيرهم في مدى جدوى «ما كان الأفضل أن يتم إقتراح كذا أو كذا».. لتعود الكهرباء وينشط «الموتور» في رفع الماء الى جوف «مكيف الماء» ليبدأ هؤلاء الجولة الثانية.. يتلفحون البدل و«يشنقون» الكرفتات ليدخلوا دائرتهم المفرغة.. يقترح الأول.. يفند الثاني.. يعدل الثالث.. فيدعون رابعاً ليكون شاهداً أو حكماً قاطعاً.. تعال الأصوات.. يحكون.. يحللون المعضلة و «يفرتكونها».. ثم يعودوا مرة أخرى للأنانية الزائدة.. وأنا الأفضل.. أنا أرى.. أنا أعتقد وفي رأيي الشخصي.. ويا حبذا..» آخر الكلام.. ترتفع درجات الحرارة.. تضن المياه على «المكيف» فيتحلل هؤلاء من مظاهر «الشخصية المثبتة» يدفعون عنهم البدل.. يحلحلون الكرفتات.. ليأخذوا «البريك».. وهكذا دواليك.
سياج – آخر لحظة
الاميل :fadwamusa8@hotmail.com