اغتيال العميد

الغصة تعتصر الحلق كنصل سكين حاد.. الأسى يسكن الضلوع والحسرة تمزق القلب إرباً إربا.. وبراكين الأسئلة المأساوية تتفجر كنهر من لهب..
(إلى متى سنظل صامتين وهناك من يغمد خنجره في خاصرة تاريخ وإرث عميد الفن الراحل المقيم أحمد المصطفى؟؟.. متى سنخرج في مسيرة غضب هادرة تندد بسلوك وتصرفات وسيطرة صديقنا الحبيب عز الدين نجل أحمد المصطفى على روائع العميد والتعامل معها وكأنها (عقارات) يحدد متى يقوم باستئجارها أو بيعها ولمن يفعل ذلك؟.. هل يعقل أن تصوم وسائل الإعلام المرئية والمسموعة عن بث أغنيات أحمد المصطفى بأصوات شباب الفنانين لأن عزالدين قد بعث مهددا لها بإنذارات قانونية أو حذرها شفاهة وسيعرضها هذا التصرف للمساءلة والإدانة وربما دفع تعويض مالي كبير؟؟.. بربكم هل يعقل أن يتم فتح بلاغ في مواجهة الأستاذ بابكر صديق وأحد الواعدين لأنه ردد أغنية (بنت النيل) أو (الوسيم) ببرنامج (نجوم الغد) الغنائي التسابقي الذي يهدف لاكتشاف المواهب وتواصل الأجيال الفنية؟.. كيف يحفظ الشباب وأبناء هذا الجيل أغنيات أحمد المصطفى وابنه عز الدين مشكوراً قد اغتال مشروع والده وجفف منابع التواصل..؟؟ متى سيعلن الناس غضبتهم على عزالدين وقراره الفطير خاصة وأنه من الصعب أن تجد تسجيلات نظيفة وبـ(كوالتي) عالٍ بصوت أحمد المصطفى حتى يتم بثها في وسائل الإعلام المرئية باستمرار، كما أن مملكة الكاسيت قد ماتت وشبعت موتاً ولم نسمع بعزالدين قد أنتج (CD) يضم مجموعة من روائع العميد.. فهل ستتواصل الأجيال الحالية والقادمة مع أغنيات عميد الفن السوداني بالنية..؟؟.
* كلنا شاركنا في جريمة اغتيال مشروع عميد الفن ونحر أغنياته عندما فضلنا الجلوس المخزي خلف جدران الصمت.. فمتى ينتهي مسلسل (الشياطين الخُرس) الساكتين عن الجهر بقول الحق..؟؟ وهل سنتعظ ونشعر بالغيرة من ثورة الغضب التي اجتاحت لبنان والعالم العربي للتعبير عن الغضب العارم تجاه قرار ورثة منصور الرحباني القاضي بمنع عطر الغناء المسموع فيروز من إعادة تقديم أغاني ومسرحيات الأخوين رحباني داخل وخارج لبنان..؟؟ هل شاهدتم قبل بضعة أعوام صور الاعتصامات التي شارك فيها نجوم الفن العربي وعدد كبير من المثقفين ومحبي فيروز بالعواصم العربية المختلفة..؟؟ إننا أمام مأساة حقيقية تحدثنا عنها من قبل مراراً وتكراراً ولن نمل الحديث عنها حتى ولو وصلنا مرحلة ابتلاع الورق الذي نكتب عليه.. مأساة لا نملك سوى أن نقول عنها والقلب ينزف دماً: (لك الله يا إرث وتاريخ عميد الفن السوداني، فهناك من يعمل على مسحك من الذاكرة لأنه لا يريد لأحد أن يردد تلك الأغنيات سواه.).!!
* مشكلة أحمد المصطفى الوحيدة أن ابنه عز الدين يطرح نفسه كفنان ولا يريد أن يقدم أغنيات خاصة به بجانب أغنيات والده.. والمصيبة الأكبر أنه إذا ردد أحد الفنانين أغنيات العميد كـ(أحمد بركات) مثلا ووجد قبولاً من الناس وبات اسمه معروفاً وأضحى فناناً مطلوباً ومطرباً مرغوباً، فإن هذا الأمر سيشعل نيران الغضب داخل صدر عز الدين وسنسمع عن تكثيف قرارات المنع والإنذار والتهديد والوعيد، رغم صلة الرحم والقرابة التي تجمعه بأحمد بركات (!!!).
* لم يجد مشروع عز الدين أحمد المصطفى المطرب قبولاً جيداً عند الناس هذه حقيقة، فأراد عزالدين أن يعاقب المستمعين بمنعهم من الاستمتاع بأغنيات العميد عبر أية حنجرة أخرى، لأنه أحد الورثة ويقال إن الأسرة أعطته (توكيلاً رسمياً) فاستخدمه بصورة سيئة، ليساهم مشكوراً في تغييب أغنيات والده التي يظل تاريخ الغناء في السودان واحداً منقوصاً لا يكتمل إلا بها.!!
* إذا أردت أن تسمع إحدى أغنيات عميد الفن السوداني، فلا بد أن تدفع فاتورة تحقيق تلك الرغبة بسماع عز الدين حتى ولو لم تكن ثمة إلفة وقبول بين أذنك وحنجرته التي يصنفها البعض موصل غير جيد لتلك الأغنيات.!!
* بالله عليكم.. أطلقوا سراح أغنيات العميد وتضامنوا جميعاً، وحاولوا طرق أبواب ورثة أحمد المصطفى، وحتماً ستجدون من بين أبنائه وبناته باستثناء عز الدين من يستمع ويفهم ويستوعب (طالما أنكم قنعتم من خير في إقناع عز الدين).!!
* ما أحوجنا لثورة غضب تطالب بحقنا في الحفاظ على تاريخ وإرث عميد الفن السوداني باستمرار تداول روائعه، فما قدمه أحمد المصطفى من أغنيات لا يمكن أن يتم التعامل معه كالعقارات و(علب الصلصة) التي تنفد ونتنهي مدة صلاحيتها بإسدال الستار على حياة صاحبها.!!
* عزيزي عزالدين.. (ياخي جنيت علينا.. وعملتها شينة).!
نفس أخير
* من سحر الجنوب قسماتو
ومن طيب زهر الشمال نسماتو
[/JUSTIFY]ضد التيار – صحيفة اليوم التالي