عقبات تواجه الوساطة الأفريقية بين الخرطوم وإنجمينا
فرغم أن الوسيط الأفريقي بدا أكثر تفاؤلا بنجاح مهمته في تقريب وجهات النظر بين الرئيس السوداني عمر حسن البشير ونظيره التشادي إدريس ديبي ومن ثم محاولة نزع فتيل الأزمة بين بلديهما، فإن مواقف الطرفين لا تزال متباعدة, ولا تسمح بالانتقال من مرحلة الاتهامات المتبادلة إلى مرحلة قبول المطلب الدولي بحسم الخلاف.
وكان نغيسو قد التقى الرئيس البشير في العاصمة الخرطوم مؤخرا ليحمل منه عدة مطالب أساسية يعتبرها السودان شروطا لأي تسوية حقيقية مع تشاد، قبل أن يصدم الوسيط الأفريقي بتصريحات للرئيس ديبي يعلن فيها عدم رغبته في الاجتماع مع نظيره البشير لإجراء محادثات سلام بينهما.
ومع تباعد المواقف بين الدولتين يرى الوسيط الأفريقي أن هناك أملا في تحقيق نتائج إيجابية تعيد الأوضاع إلى طبيعتها بين الجارتين.
عقبات
غير أن مراقبين ومحللين سياسيين توقعوا أن تواجه المبادرة الجديدة ذات العقبات التي تسببت في فشل المبادرات السابقة رغم وضعها الحلول الجذرية لأسباب الصراع.
وأشاروا إلى أن اشتراط البشير ضرورة أن يتمخض عن الوساطة وقف لكافة الأعمال “العدائية” علي الأراضي السودانية، وعدم التدخل التشادي في الشؤون الداخلية لبلاده بجانب وقف علاقات إنجمينا مع الحركات المتمردة في دارفور, لن يتحقق طالما كانت هناك علاقات أزلية بين الحركات المتمردة في الإقليم وبعض القادة في حكومة الرئيس ديبي.
ولم يستبعد المراقبون أن تؤدي الاتهامات التي ساقها الرئيس ديبي عقب إعلان الوساطة إلى مواقف مماثلة من الجانب السوداني، خاصة اعتباره أن البشير “لم يلتزم أبدا بتعهداته”.
المحلل السياسي محمد علي سعيد توقع أن يحدث اختراق لصالح السلام في الإقليم، واعتبر أن شروط الحكومة السودانية لعودة العلاقات مع إنجمينا “شروطا بديهية يمكن للنظامين في تشاد والسودان إعلانها”.
وتساءل سعيد في حديثه للجزيرة نت عن ضمانات التزام الطرفين بتلك الشروط، مستبعدا في الوقت ذاته إمكانية تخلي النظام التشادي عن علاقاته مع الحركات المسلحة بدارفور “لحاجته إليها في صراعه مع المتمردين التشاديين”.
ثمن التصعيد
أما أستاذ القانون الدولي بجامعة الخرطوم شيخ الدين شدو فأكد أن الطرفين دفعا ثمن التصعيد بينهما “ما يعني أنهما بالضرورة قبلا المبادرة الجديدة”.
وقال للجزيرة نت إن الخرطوم وإنجمينا فشلتا في دعمهما للمعارضة في بلديهما “وبالتالي من الواجب عليهما العمل مع الوسطاء لوضع أسس قوية لعلاقات جيدة بينهما”.
وأكد شدو أنه رغم “عدم التفاؤل بالوساطة فإن ضرورة الحل الأفريقي هي التي ربما تقود الطرفين للتنازل عن مواقفهما المتعنتة”.
وأشار إلى أن عدم التزام أحد الطرفين ببنود الاتفاق يعتمد على نوعية الاتفاق نفسه، داعيا إلى احترام مبادئ القانون الدولي في التعامل مع دول الجوار.
عماد عبد الهادي-الخرطوم :الجزيرة نت [/ALIGN]