فدوى موسى

ايدو باسطة.. سيفو مسلول (1)


[JUSTIFY]
ايدو باسطة.. سيفو مسلول (1)

مشاركة جميع الوان الطيف السياسي في الحوار الوطني مطلوبة مرغوبة.. وبلغة الخريف هذه الأيام تمثل (قوس قزح) ما أجمل قوس قزح وهو يزين سماوات الحوار الوطني السوداني من أجل سودان واعد بغدٍ مشرق..

دارفور في خاطري المدفون أكثر من مكان وقطعة أرض، ومفخرة كساء الكعبة، وآبار علي، وسلطنة دينارية قوية.. هي ذهنية لإنسان صلب قوي الإيمان مترعاً بالقرآن.. ودارفور التي أصبحت بقعة من النزاع والتنازع الداخلي والخارجي وتشربت أرضها بالدماء تكاد تهزم تلك الصور الإيجابية.. ولم يعد خافياً على الأطفال أن في الأمر أكثر من استهداف وقصد.. في ملم من حديث مع أخوة وأخوات.. أبناء الولاية بالفاشر حاضرة شمال دافور، ولبلاغة يعرفها (أبناء الحكامات) اختصر ابنهم حاجة دارفور جلها في حتمية أن تكون البلاد كلها في رحابة عبارة (ايدو باسطة وسيفو مسلول) الأيدو الباسطة هي دلالة الشأن الاقتصادي، والبسط دلالات العدل، والسيف المسلول هو الأمن الذي هو مطلب الجميع في بقاع دارفور المختلفة.. حيث لا يمكن الجزم بأن الأمن في تمامه لأن الأوضاع يمكن أن تتفجر هناك في أي وقت فاختلاط السياسة مع السلاح مع الأجندات أفرز نفسيات عدائية خرجت بأبناء دارفور إلى ثقافة العنف واستسهال الدماء.. (صديقتي الدارفورية) رحبت بي في الفاشر وسألتني إن كنت جئت بنفسية واجفة أم مطمئنة أخبرتها بأنني مطمئنة جداً وهي زيارتي الثانية للفاشر خلال فترة معقولة… هي تقول مرت على الولاية أحداث ملأت وسائل الإعلام وهي دامية، والمشكلة أن القاتل والمقتول هم أولاد المنطقة والبلد، والسلاح الغالي دا أكان قروشو بتمشي في تنمية دارفور دي بتبقى جنة، والشاهد أن حوادث متفرقة تحكي من تشرب بعض النفوس بفكرة السلب والنهب، صديقتي تقول بالأمس القريب قتل شاب سلب منه جواله بسبب دفاعه عن حقه في الجوال.. بالتأكيد من الصعب جداً التحكم في الحالات الفردية المنحرفة ما لم يكن هناك تشرب نفسي داخلي بثقافة تراكمية للسلام النفسي والتوازن في التعامل مع الآخرين، فلن تستطيع سلطة كانت ما كانت على وجه الأرض في التقيه من شر هذه النفس المنحرفة.. لذا يبرر الكثير من الانفلات في العالم بعبارة (حالات فردية محدودة) .. والمحدودة مع المحدودة هذه يمكن أن تكون حالة فارطة في الانفلات.. المهم قرائي الأعزاء دارفور أكثر حاجة لهذه الحكمة (ايدو باسطة وسيفو مسلول).. كنت يوماً قد كتبت عن واقع الفاشر في مرة سابقة من زاوية كثرة الدولار فيها دلالة على كثرة المنظمات التي تلقي بظلالها على معايش الناس في رفع الأسعار.. حيث أنه طالما هناك من لا يتعسر في الشراء كلما ارتفع المد في الأسعار وضاع محدودو الدخل والفقراء وسط هذه (الدليمة).. بالتأكيد الموضوع مربوط بصورة مباشرة بتوفر الأمن في كل ربوع دارفور.. آن الآن أن يصمد السلاح بعد أن قتل من قتل وتشرد من تشرد، ولابد من لغة هادئة تحترم الطرفين المعارض والحاكم.. أنها بالتأكيد لغة ماهلة.

آخر الكلام:

لو أن الكلام الكبار كبار المخطط والمنظر به في الأوراق وردهات القاعات والمنتفخة به الخدود، ينزل بسلاسة على أرض الواقع لحققنا حكمة ذلك الفارس الذي (إيدو باسطة وسيفو مسلول).

[/JUSTIFY]
[LEFT]مع محبتي للجميع[/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email] كيمياء المطر