التوبة والأوبة ورحلة العودة من الأسواق الى المساجد
على جنبات البصات السفرية دائماً ما يكتب أصحابها المسار السفري الذي تسلكه المركبة، ومن أمثلة ذلك مثلاً (الخرطوم، مدني، القضارف، بورتسودان وبالعكس وأحياناً بالعودة)، تذكرت هذه الممارسة ومعها الطرفة التي شاعت إبان سنوات الانقاذ الأولى ومؤداها (أن الجماعة أدخلوا الناس للمساجد وخرجوا هم للأسواق)، وأنا أحدق مليا حتى غامت الرؤية وغابت السطورعلى ناظري، لأفركهما بكلتا يدي وأعود مجددا للتحديق في الاعلان المدوي الذي نقلته الصحف أمس عن كيان ما يسمى بالحركة الاسلامية ،ولم نقل عنها (ما يسمى) تعسفا وانما تحريا للدقة المأمورون بها أخلاقيا وصحفيا، اذ أن كثيرين ممن كانوا من منسوبيها بل وبعضهم كانوا من قادتها ورموزها (شيعوها الى مثواها الأخير وشالوا عليها الفاتحة) منذ اعلان شيخها عن حلها في ذلك الاجتماع المشهور والمشهود الذي وزعت فيه على الحضور المصاحف وشهادات التقدير الشفهية دلالة على نهاية الخدمة الطويلة الممتازة،منهم من فارقوها (فراق الطريفي لى جملو) وأنشأوا في مقابلها حركات وكيانات ضرار،ومنهم من اعتزلها وجلس على مقاعد الترسو يتفرج على المشاهد والأفلام الجديدة والأبطال الجدد ،وهؤلاء وأولئك لم تعد لهم صلة ولا علاقة بهذه الحركة الجديدة التي يقول اعلانها المعني أنها أطلقت برنامج (الهجرة الى الله)،لتطوير أدائها في المرحلة المقبلة ولتجديد التوبة والأوبة الى الله)…
هذا الاعلان في جانب منه يتضمن اعترافا ضمنيا بما ارتكبته هذه الحركة من أخطاء وخطايا وموبقات استوجبت التوبة والأوبة الى الله ،وهذا اتجاه ومسلك لا نملك الا أن نثمنه ونعين التائب على توبته ، وعلى كل حال أن يجئ التفكير في التوبة متأخرا خيرا من أن لا يأتي أبدا،فلطالما جأر الناس من الظلم والحيف الذي لحقهم من (مخرجات ) الحركة ومن حكموا باسمها ، بل ولطالما جأر الكثيرون ممن كانوا داخلها من عمايلها وظلوا يشيرون باستمرار إلى الخلل الذي أفرزته حالة الانكباب على السلطة والتفرغ لجمع الثروة والتكالب على حظوظ الدنيا ومتاعها والانكباب لتمتين التمكين السلطوي والمُكنة المالية، يطيل أحدهم اللحية ويتسربل بالملفحة الفخمة، ثم يخوض في أسواق السياسة والاقتصاد على غير هدى أو كتاب منير… ومن جانبنا وعلى طريقة البصات السفرية نقول إذا أردتم لحركتكم أن تتوب حقا وفعلا الى الله وتؤب اليه عليكم اذن البدء في رحلة العودة من الأسواق إلى المساجد.وعلى الله قصد السبيل،فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها ، أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما
هاجر إليه ، ومن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله … وصدق رسول الله…
[/JUSTIFY]
بشفافية – صحيفة التغيير
حيدر المكاشفي
انت بتهزر يا حيدر مساجد شنو الحيعودوا ليها الكيزان بعد اكل الحرام والزواج الرباعى ومتعة الرحلات الى خارج السودان