أبشر الماحي الصائم

فجر ليبيا

[JUSTIFY]
فجر ليبيا

تبدو حتى الآن عملية دفع اللواء المتقاعد خليفة حفتر إلى حسم أمور الثورة والحكم في ليبيا.. وذلك لصالح اللبراليين الليبيين على الطريقة السيسية المصرية.. تبدو عملية شاقة جدا ومكلفة إن لم تكن مستحيلة ولأسباب منطقية عديدة.. لكن قبل ذلك يجب أن ندرك أن قوة إقليمية قد أخذت على عاتقها عملية إبعاد الإسلاميين من منصات الثورة والحكم في المنطقة.. فمرة وصمهم بالإرهاب بخلط أوراق أجندتهم زورا بأوراق الجماعات التكفيرية ومن ثم أخذهم من منصات الديمقراطية إلى السجون والمعتقلات.. ومرة بشن الحرب عليهم كما يحدث الآن فى لبببا.. غير أن الإسلاميين الليبيين (غير)! كما يحلوا لإخواننا في الخليج هذا الاستخدام.. وبقدرما كنا نعيب عليهم أنهم لم يلقوا أسلحتهم بعد إنجاز ثورة 17 فبراير وطرد وهزيمة فلول القذافي.. بقدر ما أدركنا الآن أنهم كانوا أدرى بشؤون ثورتهم وبلدهم على أن جولة أخرى من المعارك كانت تنتظرهم حتى لا تختطف ثورتهم التي صنعوها بليل الأسى ومر الذكريات.. ولسوء حظ هذه القوى الإقليمية أن الإسلاميين الليبيين كانوا أكثر نضجا وتسليحا وتخريجا فقهيا لمعركتهم المسلحة.. وذلك على عكس شعار الإخوان المصريين الذي يقول بأن ثورتهم سلمية وسلميتهم أقوى من الرصاص.. غير أن ثوار فبراير قد تحصنوا بشعار السيف أصدق إنباء من الكتب في حده الحد بين الجد واللعب.. فلكل شيخ طريقته ولكل مدرسة إسلامية ظروفها وتخريجها ورؤيتها.. فبرغم أن قوات الكرامة المدعومة خارجيا تمتلك المقاتلات والراجمات الجوية، إلا أنها في كل يوم تسجل هروبا وتراجعا في ميدان المعركة أمام كتائب الثورة الحقيقية.. وقديما قال أهلنا (المحرش ما بكاتل) !

أكتب هذا المقال وقوات فجر ليبيا تسيطر تماما على مطار طرابلس الذي فرت منه قوات الكرامة بعد أسابيع بأكملها من القتال الشرس.. وفي المقابل إن الشيء ذاته قد حدث في عاصمة الثورة بنغازي، بحيث فرت قوات السيد حفتر المدعومة إقليميا وربما دوليا إلى خارج المدينة.. وحتى الآن بدا أن المعركة في طريقها إلى أن تحسم لصالح الثورة والثوار في مواجهة كتائب الدولة القديمة و.. و..

غير أن الذي يدمي أكثر في المشهد العربي هو ردة اللبراليين الذين باتوا في كل الدول ينحرون شعاراتهم بهروبهم من النظام الديمقراطي وصناديق الاستحقاقات الانتخابية.. لطالما أمطرونا خلال عقود بأكملها بخطب الديمقراطية التي إن كانت لصالحهم عبدوها وإن كانت لصالح غيرهم أكلوها كآلهة العجوة عند الأقدمين..

ولك أن تتساءل عن بعض الدول التي باتت تسخر إمكاناتها المادية الهائلة لوأد أي تجربة ديمقراطية في مهدها.. وإذا عرف السبب بطل العجب.. ذلك لأن الديمقراطية من جهة تهدد عروشهم الوراثية ومن جهة أخرى تأتي (بالإرهابيين) الإسلاميين.. لذلك هم يحاربونها مسيرة شهر من بلادهم غير الديمقراطية..

لسوء حظهم إن زراعتهم هذه المرة سيخذلها مناخ أرض الشهيد عمر المختار، فلن تنبت هناك ولا ينبغي لها.. فلا كرامة في أرض الشهداء إلا للفجر الصادق..

[/JUSTIFY]

ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]