صور عرمان!
-1-
كثيرون اهتموا بالصورة التي التقطت للسيد محمد عثمان الميرغني، وبجواره ياسر عرمان بلندن.
ولم يعطوا بعض اهتمام للطرف الثالث في الصورة، وهو التوم هجو، القيادي الاتحادي، وعضو قيادة الجبهة الثورية.
أهمية وجود هجو في الصورة، وعلى وجهه ابتسامة (كيديَّة)، تتقدم على أهمية لقاء عرمان والميرغني.
كان بالإمكان قبول تبرير الحزب الاتحادي -على ريبة وشك- أن اللقاء بين الميرغني وعرمان، تمَّ في إطار اجتماعي، لولا وجود هجو على الطرف الأيسر من الصورة.
وجود التوم هجو، نفى البراءة الاجتماعية للصورة، التي يسعى لتأكيدها الحزب في الخرطوم.
وقدم إقراراً عملياً بأن انضمام الرجل إلى الجبهة الثورية، إن لم يكن بتدبير وتنسيق الحزب؛ فهو بموافقته ورضاه ومباركة مولانا.
الذين يعرفون مولانا الميرغني تمام المعرفة، يدركون حساسية تعامل الرجل مع الصور ومع جهاز الموبايل؛ فهو حذر إلى درجة التوجس من التصوير والتسجيل.
تلك خاصية مطلوبة إلى حد ما لدى القيادات السياسية، للدواعي الأمنية والإعلامية، بأن لا يتعاملوا ببراءة مع كاميرات المقربين، التي قد تشكل خطراً في وقت وظرف ما، أمضى من سهام الأعداء.
المهم، أن العارفين ببواطن الأمور في الحزب الاتحادي والطائفة الختمية، لا يمكنهم تصور أن الميرغني من الممكن أن يستسلم لفلاشات الكاميرات -في النطاق الخاص- دون أن يثق في مُلتقطها، ويوافق ولو ضمنياً على غرض الاستخدام.
-2-
أما عرمان، فله مهارة احترافية في استخدام الصور لأغراض تحقيق المكاسب السياسية، ولو في دور إرسال الإشارات الضوئية.
من خلال تعاملنا مع ياسر عرمان في العمل الصحفي، ندرك تلك الخاصية، التي كثيراً ما تجعله يحتج على صور تنشر في الصحف، ويرى أنها تعطي انطباعاً إعلامياً يناقض مراده السياسي.
في الجولات الأخيرة بين الحكومة وقطاع الشمال بأديس أبابا، احتجَّ عرمان على الصحفي عبد الباسط إدريس، لنشره صورةً تجمع رئيسي الوفدين في مهامسة جانبية.
الصورة كانت تظهر عرمان مبتسماً ابتسامة ودودة، وغندور ينظر إلى الورق بصورة تقارب التجاهل وعدم الاكتراث، وكأن الأول في محاولة استرضاء للثاني.
-3-
عرمان في هذه الأيام، يراهن على الصور لتحقيق بعض أغراضه السياسية، في وقت تراجعت فيه المقدرات القتالية للجبهة الثورية، وأصبحت تطاردها الهزائم في كردفان ودارفور.
في فترة قصيرة، ظهرت ثلاث صورمثيرة للجدل “القاسم المشترك” فيها وجود عرمان:
الأولى/ صور المصافحات الحميمة في الحدائق الخضراء بين قيادات الجبهة الثورية والسيد الصادق المهدي في باريس.
الثانية/ الصورة التي يظهر فيها سفير السودان السابق في يوغندا عادل شرفي وهو يجلس بجوار عرمان في ندوة بلندن.
الثالثة/ الصورة التي تجمع بين السيد محمد عثمان الميرغني وعرمان والتوم هجو.
وكل هذه الصور أو أغلبها تخرج لأجهزة الإعلام من صفحة عرمان بالفيسبوك!.
-4-
عرمان يرى في الصور -على الحد الأدنى- أنها تمثل إحراجاً للحكومة واستفزازاً لحزبها، وطعناً في المشروعية السياسية لبرنامج الحوار الوطني.
كل ما يحدث في باريس ولندن، لا يخرج من نطاق حرب التكتيكات السياسية.
كل طرف يريد أن يستفيد من الآخر، لتحقيق وضع أفضل في مفاوضاته أو تفاهماته مع طرف ثالث موجود في الخرطوم، هو حزب المؤتمر الوطني الممسك بالسلطة.
الصورة ثلاثية الأطراف (الميرغني-عرمان-هجو)، تحقق للميرغني مساحة أكبر للمناورة في تفاهماته مع المؤتمر الوطني، في الترتيب للانتخابات القادمة.
وذات الصورة مع إعلان باريس، تحقق لعرمان في مفاوضات أديس أبابا إسناداً -ولو كان شكلياً- لفكرة فتح الحوار على القضايا القومية والخروج من ورطة المنطقتين.
أما الصورة مع السفير عادل شرفي، فهي تسعى لتوصيل رسالة بأن عرمان بات بإمكانه التحرك داخل المجال الحيوي للحكومة، بالاستقطاب والاستمالة.
صحيفة السوداني
حقيقة يا ضوالبيت بلال ماعندك موضو ..متملق انتهازي وبس
الضوء صور ايه يا ابو صور انت نسيت اول مقال ليك عن حاج نور ولا اذكرك متقلب كالحرباء