إعلان لشهادات فقدان
* (فقد) المشهد السياسي بألوان طيفه المختلفة تعاطف الناس فلم يعد أحد يصدق الوعود الحكومية ، ولا يأبه بأوراق الاتفاقيات ومساومة الأحزاب بغية المحاصصة لذا لم تعد المعارضة جاذبة..!!
* (فقد) الوضع الاقتصادي القدرة على الثبات، ونافس الجنيه الأغانى في الهبوط السريع..!!
* (فقد) المؤتمر الوطنى أعرق وأبرز قياداته التنفيذية، ولا يزال الناس يخشون من دخول البلاد في نفق (مغامرات شبابية)..!!
* (فقد) طوفان الأحزان الذي ضرب البلد ثلاثة أرباع وزنه بفوز المريخ بكأس (سيكافا) ..!!
* (فقدت) الساحة الفنية بريقها وألقها في ظل سيطرة أغاني باهتة لا طعم لها ولا لون ولا رائحة..!!
* (فقد) كثير من الفنانين المحترمين الرغبة في الاستمرار بعوالم الغناء وفضلوا الجلوس فى منازلهم والاكتفاء بالتحديق في ما يحدث دون أن ينبس أحدهم ببنت شفة في (إدانة صامتة) للواقع الفني الذي نعيشه الآن…!
* (فقد) معظم المستمعين عندنا الحصافة التي كانت من أهم صفات المستمع السوداني، وبات الشباب يتمايل مع أغنيات ﻻ تطرب الأفئدة ولا تحرك الأبدان، وكل ما تفعله قدرتها العالية في تعكير صفو المزاج وتسميم الوجدان..!!
* (فقدت) الأغنية السودانية رصانتها وتيتمت الكلمات وترملت الأنغام وخلعت رداء الاحترام..!
* (فقد) الفن السوداني الأصوات التي بمقدورها الخروج بالأغنية من نفق المحلية والتحليق في فضاءات الإقليمية بسبب (محدودية سقف طموح المطربين ..انعدم الجرأة.. ضعف الإرادة.. التهيب الزائد.. غياب روح الاقتحام والجهل بمعرفة كيفية تقديم أنفسنا للأخرين في قوالب فنية جاذبة)..!
* (فقدان) وتخبط وتوهان.. إنه مثلث يعكس واقع حال الغناء بالسودان..!
* (فقدت) الألحان روح التجديد والإبداع وبتنا نسمع أغنيات جديدة بالحان قديمة وأفكار عقيمة..!!
* (فقدت) الدراما التلفزيونية ما تبقى لها من مساحات وجود ضئيلة ولفظت أنفاسها الأخيرة لينتهي العزاء بانتهاء مراسم الدفن..!
* (فقد) مجموعة من المطربين الشباب أراضيهم، وعليهم مراجعة أنفسهم حتى لا يتراجع وجودهم أكثر فأكثر..!!
* (فقد) عظيم للفنون ومصاب جلل للغناء ولم يتكرم أحد باستخراج شهادة فقدان أو وفاة..!
* (فقد) أحمد الصادق كثير من المساحات التي سبق له أن تمدد فيها دون أن يشعر أحد بذلك..!!
* (فقد) طه سليمان باختياراته الغنائية الطائشة الاحترام والبوصلة..!
* (فقد) الفن السوداني أسماء شاسعة المساحة وواسعة التأثير تركت فراغاً لا يسد بينما بقى أصحاب الغناء يرتعون كما يحلو لهم.. وحقاً (الموت نقاد يختار الجياد)..!
* (فقد) كاتب العمود الرغبة في إكمال المقال فحرر (شهادة زوغان) وأنصرف..!
نفس أخير
* ولنردد خلف ود بادي:
حال هذا البلد بكاني ما سكتني
ريدتن فيهو كيف مالكاني كيف ملكتني
نارن فيهو كيف ماكلاني كيف لهبتني
إلا تراني في العرضة إنحسب براني
والناس البتعرض جوه ما سمعتني
إلا تراني انبح زيي زي إخواني
والخيل بى عجاجة عمتني
توبي قصير وما غطاني
والزيف ام برد شقتني
قلت اباصر امرق بره من أحزاني
وين قبلت سفكت دمي واتعدتني…!!
[/JUSTIFY]ضد التيار – صحيفة اليوم التالي