منصور الصويم

نوكيا عشق السودانيين.. وداعاً

[JUSTIFY]
نوكيا عشق السودانيين.. وداعاً

يحكى أنّ تقريرا قصيرا نشره موقع الـ (BBC) القسم العربي -على الإنترنت عن شركة إنتاج الهواتف الجوالة الفنلندية “نوكيا”، أثار شجونا عميقة لدى كل من مرّ عليه، لا سيما لو كان سودانيا، التقرير يتحدث عن بيع الشركة الشهيرة لشركة أخرى أمريكية شهيرة هي مايكروسوفت. المثير للشجون في التقرير أنه يستعرض سريعا التاريخ القصير والمشرق لشركة الهواتف الرائدة، واستحواذها على سوق الجوالات لعقد من الزمان قبل أن يخرج ستيف جوبز من (جرابه) (الآي فون) وتقنيات اللمس ويدفع “نوكيا” إلى خارج مضمار التنافس في سوق (الموبايلات) إلى الأبد.. “نوكيا” يا ناس، أصبحت ماضيا ولن يجد السودانيون بعد اليوم هواتفهم المحببة في نسخ جديدة وبأسماء (مبتكرة) معروضة في أسواق الموبايلات المنتشرة بطول البلاد.

قال الراوي: منذ ظهور (تلاتين عشرة) كأقيم جهاز موبايل في السوق السوداني، وشركة “نوكيا” تسيطر بالكامل على هذا السوق، دون أن تتأثر بأي من المنافسين العالميين، حتى بعد بروز المنتجات الجديدة للشركات المنافسة (بلاك بيري، سامسونج، وأبل)، ظلت نوكيا بأجهزتها المتنوعة هي مصدر الموثوقية الأول بالنسبة للسودانيين، لا يقبلون ببدائل أخرى وإن بدت أكثر إبداعا من حيث التقنية والشكل أو حتى أقل سعرا.. يظل نوكيا هو المطلب الأول والأخير.

قال الراوي: بحس تسويقي اجتماعي، تفنن السودانيون في اجتراح الأسماء لمنتجات شركة نوكيا من الهواتف الجوالة، فبعد الشهرة الكبيرة لـ (تلاتين عشرة) التي انتهت به إلى أن ينزل إلى موقع (تلاتين حشرة) بعد ضخ موديلات جديدة من ذات الماركة في السوق؛ اشتهرت بين أيدي السودانيين وعلى آذانهم موبايلات (ربيكا، سلفاكير، دلع البنات، باندا، الصفقة، الشيطان، القلة، ابن الوليد، المملكة، الفيصلية)، ويلاحظ هنا هذا التنوع الإبداعي في اختيار الأسماء وربطها بالسياسي والاجتماعي والديني، وحتى موجات الاغتراب والهجرة.

قال الراوي: هذا الارتباط الوجداني العميق بين السودانيين و(تلفونات) “نوكيا”، لابد أن يكون لتجار الموبايلات وسماسرته دور كبير في تغذيته وتنميته كعادتهم حين الترويج لبضاعة جديدة تخضع لمبدأ التنافس و(التناحر) في سوق الله أكبر، لكن وللأمانة (التاريخية) في هذه الصفقة التي امتدت لأكثر من عقد من الزمان لم يخدع (التجار) المواطن المسكين، بل قدموا له بضاعة ناصعة ومتميزة، خدمت بامتياز في بلد نزل (الموبايل) فيه منزلة السحر حلا لكثير من المشاكل العائدة لسوء الخدمات وانعدامها في بلد أقرب إلى قارة.

ختم الراوي؛ قال: حري بالسودانيين الآن أن يودعوا بلطف الشركة التي يسرت لهم (هبة) التواصل قبل أن تغادر مفسحة المجال لآخرين.

استدرك الراوي؛ قال: وداعا (ربيكا، سلفاكير، الفيصلية، والصفقة، دلع البنات) شكرا ووداعا “نوكيا”.

[/JUSTIFY]

أساطير صغيرة – صحيفة اليوم التالي