داليا الياس

“عالِم” السينما

[JUSTIFY]
“عالِم” السينما

ولكم أن تقرأوا ما بين القوسين مفتوح اللام، فيكون المقصود ذلك العالم الساحر القائم على أبعاد الصورة الثلاثية بكل ما يحققه من إمتاع وترفيه وتعليم وتعبئة وتوجيه عبر الأفلام المتعددة ذات الرسائل المختلفة.. ولكم أن تقرأوه مكسور اللام ليكون المعنى بهذا اللقب الفخري نجم السودان العالمي الكبير (سعيد حامد)، الذي لا يخفي على أحد معدل عبقريته في الإخراج السينمائي التي تشهد لها أفلامة الثلاثة عشر وإعلاناته المؤثرة إلى جانب تاريخه الرائد في إحداث تلك النقلة النوعية في السينما المصرية من حيث الكيفية الصناعية عبر تطوير تقنية الصوت والصورة، ومن حيث المضمون ليكون صاحب السبق الأول في تقديم سينما شبابية هادفة وراقية بعيداً عن الابتزال ليفتح الباب على مصراعيه، كمكتشف لكل تلك الوجوه الشابة التي تسيطر على المشهد الآن كأسماء براقة بنجومية مطلقة.

ثم ها هو الآن يعود إلى أرض الوطن مدفوعاً برغبته الأكيدة في تفريغ كل طاقاته الإبداعية المخزونة، وتقديم خبراته العريضة، وتوظيف إمكانياته في سبيل النهوض بالفن السابع وتقديم سينما سودانية خالصة، يراهن هو على تميزها من حيث الطبيعة الثرة والثقافات المتنوعة والموقع الاستراتيجي الذي يؤهل السودان لتقديم سينما (أفرو – عربية) نادرة، لا يمكن لأي قطر عربي آخر تقديمها، إذ تتوفر كل المعينات الدرامية والفنية لها، ولا ينقصنا سوى المبادرة والإيمان المطلق بضرورتها وتقديم الدفع اللازم لها.

و(سعيد حامد) الذي قاده تكنيكه الإخراجي العالي للتنبؤ بما حدث في مصر الآن من خلال مشهده الأخير في فيلم (طباخ الريس) الذي جاء من باب المصادفة أو لعلها الفطنة والموهبة من داخل ميدان التحرير، يرى أن البيات الشتوي الذي يسيطر على صناعة السينما الآن في (هوليوود الشرق) يمثل التوقيت الملائم تماماً لانطلاق تلك السينما التي نحلم بها من( الخرطوم)، مؤكداً أنه يضمن شخصياً نجاحها الكبير استناداً على قراءته للواقع بعين الاحتراف، غير أنه يتمنى من كل الجهود الرسمية والشعبية أن تتضافر مع خبراته وتتضامن مع أحلامه الوردية بالحماس المطلوب لتنزل أمنياتنا الطيبة إلى أرض الواقع في زمن بادرت فيه كل أقطار الدنيا لاسيما العربية منها لإنجاز مشاريعها السينمائية الخاصة، بينما يحمل هو مشروع فلمه العالمي المقترح (الطريق إلى دارفور) الذي أعد له تصوراً مثالياً داخل حقيبة أمنياته منذ العام 2002، فأي توقيت يناسب الشروع في إنفاذ هذا العمل الضخم لعكس الصورة الحقيقية للأوضاع هناك بدلاً عن ما يصل إلى العالم من زيف وتطاول أكثر من هذا؟ ومتى سنبدأ فعلياً الرد بصورة عملية وبذات السلاح الإعلامي الخطير على كل الاتهامات والأراجيف التي تناوش كرامتنا ومجتمعنا وتغتال الإنسانية فينا؟ وماذا يريد أصحاب القرار أكثر من مشروع سينمائي كهذا، وأقدر من (سعيد حامد) على إنفاذه ليقدموا الدعم اللازم ويرفعوا المتاريس ويضيئوا اللون الأخضر؟ إننا يا سادة نتوق لبعض الفخر وبعض الفرح.. نبحث عن طعم النجاح وأبعاده.. فلا تضنوا علينا فقد يكون في الأمر بعض العزاء عن هذا الغلاء، وتلك المعاناة.

وللذين لا يعلمون، فإن الأستاذ (سعيد حامد) موجود في السودان منذ أكتوبر من العام 2010 أي قبل قيام الثورة المصرية ولا يزال مقعده الوثير محفوظاً في الصف الأول لمخرجي السينما هناك حتى لا يظن البعض أنه أتى هارباً من الثورة أو أن أوضاعه الممتازة هناك قد تأثرت، كل ما في الأمر أنة قرر أن يمنح السودان عصارة تجربته، فأسس شركته الخاصة (spot) للإنتاج السينمائي والحلول المتكاملة والكائنة بالخرطوم 2 جوار حديقة (ozone) والمفتوحة على مصراعيها لكل المستثمرين ورجال الأعمال والبيوتات التجارية والفنانين والمهتمين لتقديم كافة الخدمات التي من شأنها دعم موقف السودان على كل الشاشات، وفي كافة المجالات الإبداعية بكل التسهيلات الممكنة.

وكان (سعيد حامد) وشركاؤه وفريق عمله المميز قد أولى اهتماماً خاصاً للصحفيين بدعوته لنا للقاء التنويري الأنيق بكل الحفاوة والاحترام لنقف على حقيقة أهدافه النبيلة إيماناً منه بدورنا في تحريك الرأي العام، وهي بادرة محمودة لا تصادفنا كثيراً، وتؤكد أن الرجل يتمتع بالذكاء والحرفية الكافية، ويمتلك كل مفاتيح النجاح، وقد تداول معنا بكل شفافية وضع السينما السودانية الراهن، وكيفية النهوض بالدراما، وضرورة تحسين صورة السودان إعلامياً مع تأكيده المستمر على حتمية إعادة صيانة وتأهيل وتحديث وزيادة دور العرض السينمائية الكائنة في مواقع استراتيجية، التي يحمد لأولي الأمر أنهم أبقوا على نشاطها السينمائي حتى الآن لتظل نوافذ الأمل مشرعة، ونظل نحلم بثورة سينمائية قادمة، وعساها تكون على يد البطل العالمي (سعيد حامد).

*تلويح:

شكراً (سعيد حامد) على الأريحية والتشويق والإمتاع، وكل ذلك المجد العربي الذي وهبتنا إياه، وعسانا نكون عند حسن ظن أحلامك النبيلة!

[/JUSTIFY]

إندياح – صحيفة اليوم التالي