أبشر الماحي الصائم

علي الحاج.. الورقة الأخيرة

[SIZE=5][JUSTIFY][CENTER][B] علي الحاج.. الورقة الأخيرة [/B][/CENTER]

كثيرون باتوا ينتظرون وينظرون للكادر الدارفوري الضخم، نائب الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي الدكتور علي الحاج محمد.. كما لو أنه بمثابة الورقة الأخيرة في ماراثون أزمة إقليم دارفور المتطاولة لدرجة تساؤل المتنبئ القلق.. أطويل طريقنا أم يطول.. ذلك بعد أن فشلت المفاتيح البلدية والأجنبية في حل صواميل ماكينة الحركات المسلحة.. سيما آخر المنتجات الفكرية التي عرفت باتفاق الدوحة التي راهن عليها الكثيرون.. والتي اتضح أنها لم تكن سوى غربال عبثا نجتهد أن نحمل به ماءً زلالاً من الدوحة إلى الخرطوم.. فما نصل الخرطوم حتى نجد أن نصف الحمولة قد تسرب وما بقي عرضة للتبخر والتسريب.. فالإغراءات الخارجية أضخم مليون مرة من المحفزات والمدفوعات الداخلية، وهذا ما يجعل الحركات على رمال متحركة.. قد يمسي الواحد منهم في الخرطوم ثم يصبح في الأدغال والأحراش.. أو يصبح في العدل والمساواة، ثم يمسي في تحرير السودان!

* والسؤال هنا لماذا الدكتور علي الحاج دون غيره وفي هذا التوقيت بالذات.. ذلك لأسباب عديدة.. هنالك قناعة ازدادت ترسخا بمرور التجاريب بأن حل الأزمة يكمن في الإقليم نفسه وبأيدي أبنائه.. وفي هذا المساق قد بعثت الخرطوم بالدكتور الحاج آدم يوسف في بادئ الأمر ثم عززتها الآن بمجهودات الأستاذ حسبو محمد عبدالرحمن.. وهما يتحركان يوميذ بماكينة وتفويض القصر الرئاسى.. ثم يذكر في هذا السياق مجهودات الدكتور السيسي وولاة الولايات الدارفوريين.. ولكل جهده ودفعه غير أن ثمة دفعة هائلة مفترض ستكون على يد الدكتور علي الحاج في ظل عمليات التقارب التي تحدث بين المؤتمرين الإسلاميين.. إذ أن كثيرين يؤرخون لبداية أزمة دارفور بنهاية علاقة المؤتمرين.. ولعل وعسى أن تكون بداية نهايتها مع تاريخ نهاية خلاف المؤتمرين.. ثم إن صحت تلك التقارير بأن للمؤتمر الشعبي واحداً من المساهمين الأساسيين في شركة العدل والمساواة، فستكون هذه الأسهم مسجلة باسم علي الحاج شخصيا بطبيعة الحال.. إن صحة رواية شركة العدل والمساواة، فبإمكان الدكتور الحاج مفاوضة حملة الأسهم والسلاح لتصفية الشركة برمتها والالتحاق بقاطرة الوطن.. وإن رفض القوم الفكرة يمكن لرجل المؤتمر الشعبي أن يسحب أسهمه وأسهم حزبه، مما يعرض الشركة برمتها للإفلاس والتصفية الإجبارية.. وبرغم أن الأخبار المتوفرة لن تشير في يوم خلال عقد من إقامة الرجل بدولة ألمانيا إلى انغماس الرجل وانخراطه في أي من أعمال الحركات المسلحة.. إلا أن هنالك ترشيحات وترجيحات بأن للرجل ذي الوزن الثقيل في الإقليم ثمة صلات بطريقة أو أخرى.. ويفترض أنه من القلائل الذين يجب أن يُستمع لصوتهم في شأن الإقليم.. ويفترض أيضا أن الإقامة الطويلة الممتازة لسعادة الدكتور علي الحاج في أوروبا قد أتاحت له خطوط اتصال ببعض ما يسمى بمنظمات المجتمع الدولي التي لها دور فاعل في الإقليم و… و…

* مهما يكن من أمر فإن (سيد الرايحة يفتش خشم البقرة) كما يقول المثل.. فلم يعد لبلادنا المزيد من الفرص والمزيد من الاحتمال.. فلا الحركات قادرة على دخول الخرطوم وفرض أجندتها بالقوة.. وفي المقابل، إن الحكومة المنهكة بهذه الجبهات الطويلة المرهقة تجد صعوبة في فرض هيبتها على كل أصقاع هذا القطر القارة و… و.. والخاسر هو المواطن والدولة والمستقبل والأجيال !

[/SIZE][/JUSTIFY]

ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]