أبشر الماحي الصائم

نيالا.. التفاح ممكن

[JUSTIFY]
نيالا.. التفاح ممكن

ربما سنوات بأكملها لم أجد ما يطربني في سلسلة التقارير المتدفقة من إقليم دارفور.. مثلما أطرب اليوم.. فالذي هو أفظع من عمليات القتل والنهب والتشريد هو عجز الحكومات الإقليمية في الغالب عن وضع يدها على مكمن الجرح.. فكثير ما تسجل تلك الخروقات ضد.. مجهول معلوم.. خارج السيطرة والقبضة الحكومية.. فالجريمة معلومة والكيف مجهول والسؤال عن إفلات الجناة بدعة.. ولقد كان نصيب نيالا البحير المغلوبة على أمرها هو الأوفر والأشهر من حصص القتل والخطف والترويع.. ذلك لدرجة اليأس والقنوط من أمل عودة المدينة الولاية والألوية إلى سابق عهدها وإمكانية السيطرة عليها.. وهي تورد يوميا لصفحات الحوادث حالة اختراق جديدة هي الأشد والأفظع والأكثر ترويعا.. ذلك لدرجة أن يجهر رجل باهظ بوزن نائب الرئيس حسبو عبدالرحمن في وجه الجنرال الوالي جار النبي ذات منشط دارفوري.. بأن الوالي ضابط كبير، وعليه أن يملأ قاشه ويشد مئزره ويحيي ليل حراسته ويشهر سيفه و..

بدا أن الجنرال جار النبي قد أخذ تلك الوصفة مأخذ الجد والتعليمات، وهي تصدر من رجل القصر الكبيرن وهو يومئذ جندي.. فلم يمض كثير وقت حتى أشهر الرجل جار النبي سيف حالة الطوارئ في الإقليم، وأخضع المواتر والملثمين والسيارت المظللة للمراقبة والحظر.. فشكل وحدة أمنية متماسكة من كل تشكيلات الأمن ووحداته.. ثم جعل مدينة نيالا برمتها مداخلها ومخارجها تحت قبضة أمنية لم تشهدها الولاية قريبا و.. و.. كيف كانت النتيجة التي نقلها بحرفية ومهارة من داخل الخط الأخضر.. أعني من داخل المدبنة زميلنا المثابر المغداد سليمان.. فالنتيجة مذهلة ومشجعة.. لقد ذهب المواطنون ليناموا ملء عيونهم لطالما سهروا طويلا واستيقظوا كثيرا على صوت لعلعة الرصاص وروعوا.. المفاجأة السارة أن المدينة آمنة واللصوص وقطاع الطرق يختفون في ظروف أمنية محكمة و.. و.. بالمناسبة وللذين يقرأون بتطرف أنا لم أزعم أن الأمن في الإقليم قد وقع ضربة لازب.. ولكن على الأقل إن معالم الطريق لبناء دولة قوة القانون قد أضحى ممكن وذلك على أنقاض دولة قانون القوة والغاب.. إذن إن أعظم الدروس والعبر هو أن القصة ممكنة.. قصة الأمن وفرض هيبة الدولة وتوطين صناعة الحلول التي ركبنا لها قطارات الشجون ومطارات الظنون.. فيمكن توطينها في الإقليم وبمواد خام محلية غير مستوردة كاليونميد.. وأطرف ما في دراما اليومنيد هي الأخرى تحتاج لمن يحرسها.. يا ود المهدي الجابوك تهدي.. فضلا على أن آراء المواطن المختطفة وشهاداته المزورة فيما قبل تسترد الآن، ويثبت أنه مع دولة القانون، وهو ينشط في عمليات البلاغ عن أي حالة اشتباه.. كيف لا والناس هناك قد أخذوا حصصهم كاملة من الأرق والتوتر والترويع والتشريد وأماني الحركات الهواء.. وآن لهم أن يصنعوا بأيديهم ويكتبوا بقناعاتهم نهاية هذه القصة المؤلمة والدولة تكتشف مؤخرا أن هيبتها ممكنة و.. و..

غير أني أتصور أن السناريو المرتقب من الحركات المسلحة وكل المتضررين من حالة استباب الأمن المغرية للتعميم لباقي الولايات.. هو أن يحركوا آليات المجتع الدولي وأزرع الأصدقاء من وراء البحار على أن حكومة الإقليم بمعاونة الخرطوم تفتأ تكمم الأفواه وتصادر حريات الملبس والمركب وتفرض الأحكام العرفية المحظورة إنسانيا ودوليا! ثم بعد ذلك تكون تراجيديا البحث عن بطل داخلي كما المهدي في دور قوات الدعم السريع.. وذلك ليخرج للإعلام ويعلن عن دراما ارتكاب حالات جنون ومنون في نيالا والإقليم حتى تحبط محاولات الهيبة في مهدها و.. و..

لكنتشف مؤخرا جدا أن توطين فاكهة التفاح ممكن في أرض دارفور ذلك بعد أن أسرفنا في استهلاك فاكهة الدوم!

[/JUSTIFY]

ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]