عبد اللطيف البوني

الصينيين أهلا جوني وأنا


[ALIGN=CENTER](…….الصينيين أهلا جوني وأنا……)[/ALIGN] لا مناص من اعادة الطرفة التي ذكرناها من قبل من ان احد اعمامنا من مزارعي مشروع الاوائل كان قد شاهد (خواجات) يجوبون الغيط في السبعينات لتفقد القطن بنية الشراء، فما كان منه الا ان ترجل من حماره وذهب اليهم وهو يصيح حبابكم حبابكم وين انتو ياحليلكم بركة الجيتو نحن بعدكم الهملة كتلتنا. فقد كان يظن ان الانجليز قد عادوا الى الجزيرة، فالعم عاش فترة ما قبل المشروع وفترة الادارة الانجليزية للمشروع وفترة الادارة السودانية، ففترة الخواجات كانت بالنسبة له الامثل ولكن الامر المعلوم ان الخواجات كانوا قد سخروا المزارع لمصلحتهم وكان عائد المزارع لا يتكافأ مع جهده بيد ان الظلم استمر في الفترة الوطنية مع سوء الادارة لا بل وفشلها (مافي داعي نجيب سيرة فساد البحر)، فالشغلانة اذن نسبية.
مناسبة هذه الرمية هي انني اطلعت على فعاليات ندوة التعاون الزراعي بين السودان والصين التي انعقدت في الاسبوع الماضي بقاعة الصداقة اذ اتضح لي ان الصينيين قد (قبلوا) على الزراعة في السودان (جد جد) وبأفكار طيبة تفيد البلاد والعباد في القطرين، فالواضح ان الامر ليس فيه (دقندي ) انما شراكة واضحة المعالم (اللهم الا اذا كان في الامر حاجات تحت تحت) ولن تكتفي الصين بالتمويل والتقنية والعمالة المدربة بل سوف تكون المشتري الاساسي للمنتجات التي لن تصدر خاما انما مصنعة، فعليه يبدو اننا مقبلون على علاقة تختلف تماما على ما كان عليه الانجليز وهذا شيء بديهي لأن النزعة المادية الاستعمارية الغربية لا تعرفها الروح الشرقية التي تستصحب (البركة) الرجاء نسيان (حكاية ماركس والتركيز على كونفشيوص).
من نتائج الندوة المهمة ان الصين ستقوم بتحديث شبكة الري بمشروع الجزيرة ولعمري هذه بشرى عظيمة لمزارعي الجزيرة الذين سيرون زراعة السمك في قنواتهم بعد ان جفت منها المياه وقنطوا من اصلاحها، وتفيد معلوماتي الخاصة ان في الجزيرة (واجبات منزلية) طبعاً التعبير الانجليزي اجمل قد عملت للاستثمار الزراعي الصيني في الجزيرة من الجانبين وانه قد تم تحديد مناطق زراعة القطن (التحاميد) والقمح (الشمالي) والحيوان (شرق النيل) وهناك ذرة شامية وارز وحاجات تانية حامياني، وان الشغلانة ستكون شراكة وان المزارع الذي اعتاد مشاركة عامل زراعي اقل منه خبرة سيكون في شراكة (زول اصفر قصير مستدير الوجه دقيق العيون) يملك تقنية متقدمة وتسويقاً وتمويلاً (تاني تقول لي شنو وتقول لي منو؟؟).
أصدقكم القول انني خائف لدرجة (الرجفة) من احباط محاولة الشراكة هذه، خائف من اتحاد المزارعين الذي يتفاوض باسمهم من ان يقدم مصلحة اعضائه الخاصة على المصلحة العامة كما عودنا دائما وخائف من عرقلة التكنوقراط في أجهزة الدولة الزراعية لأنهم اعتادوا على (اللغف) من الأوضاع القديمة وخائف من الدولة ان تصر على التواجد بين الصينيين والمزارعين. فياجماعة الخير لقد كانت في الجزيرة ادارة انجليزية ناجحة لنفسها ولكنها ظالمة للمزارعين ظلم الحسن والحسين ثم اعقبتها ادارة وطنية فاشلة وف…. فجربوا هؤلاء القوم عسى ولعل، وأكاد أجزم بأن هذه هي الفرصة الأخيرة لهذا المشروع ونسأل الله ان يعيد للفنان عبد الوهاب الصادق صوته كي يغني (حبايبي الصينيين أهلا جوني وأنا ماقايل زراعيين زي ديل بزوروني .. جوني زاروني شايلين اموال وشايلين الليل قلبوه نهار وفشلي المقيم قلبوه نجاح).

صحيفة الرأي العام – حاطب ليل
العدد(22692) بتاريخ 22/6/2009)
aalbony@yahoo.com


تعليق واحد