اسحق احمد فضل الله

رحم الله «أبوكي» بلد «2»

[JUSTIFY]
رحم الله «أبوكي» بلد «2»

«1»
> الصادق المهدي لعله يرقد على ظهره الآن يجود الخطاب الذي يوجهه للأمة من تلفزيون أم درمان بعد سقوط الإنقاذ
> وفي الخطاب يقول
: كنا ندخل ونخرج بكلمة «الحوار» حتى تظل عيون حكومة الإنقاذ معلقة هناك.. بينما الخطة الحقيقية لهدم الإنقاذ كانت تعمل
> ومدهش أن الجملة هذه.. جملة الصادق المهدي. صادقة
> فالحديث في الظلام.. والتيار الكهربائي مقطوع..
كان يذهب إلى أن التيار الكهربائي لا يعود قريباً.. لأن.. الدولة تعجز عن تسديد ديونها للدولة..!!
> وأن ديون الكهرباء لوزارة الطاقة تبلغ مئات المليارات
> وأن دخل مؤسسة الكهرباء يذهب الآن قسمة بين وزارة البترول ووزارة المالية
> و..و
> مثلها وفي مشروع هدم البلاد من الداخل خطوة القمح الثانية تبدأ
> وبذور القمح المستوردة تفسد.. وعاصفة تنطلق أول هذا العام
> والموسم يفسد
> والآن الدولة تطلب استيراد دفعة جديدة من البذور..
> والدولة.. ترفض الاستجابة للدولة
> وان هي استجابت الآن احتاج الأمر إلى أربعين يوماً للشحن وأربعين أخرى حتى الوصول إلى الحقول عندها يكون منتصف نوفمبر .. بداية الموسم.. قد ذهب
> ولا زراعة بعده
> والحديث.. حديث صناعة هدم الدولة يذهب إلى أن ما يتسارع هو شحنة الترضيات التي تقدم للتمرد.. شحنات تكاد تبلغ مرحلة الغاء الدولة
> وأن .. وأن
«2»
> والحديث عن الاستيراد .. تحت الظلام.. وفي انتظار الكهرباء يذهب إلى العملة .. والتهريب
> وحديث العملة يقود إلى سفارات في الخرطوم.. من يتهمها بتجارة السلاح هو.. الأمم المتحدة
> والأمم المتحدة تتهم أحد الدبلوماسيين الأجانب في الخرطوم بأنه كان يدير تهريب شحنات الأسلحة من كينيا إلى مصر
> والرجل كان .. من جهة أخرى.. يدير عمليات شفط واسعة للعملة الأجنبية من السودان إلى الخارج
> والرجل خبرته الواسعة تقول إنه يحمل رتبة عقيد في بلاده.. ثم مديراً إقليمياً ثم قنصلاً في النرويج.. ثم سفيرًا في غيرها.. والرجل يدير أزمة جيبوتي
> ومن هناك يدير ملف الصومال والرجل الآن في الخرطوم يقوم بعمله الجيد
> وآخر.. وآخر.. وآخرون وأخريات
> والسودان الموازنات تجعله ينظر صامتاً
> والموازنات كانت تجعل الصادق المهدي ينظر إلى أغرب حدث لما كان رئيساً
> عام 89 كانت طائرة كارتر تهبط مطار الخرطوم وكارتر لا هو ولا غيره يهبط منها
> وما يصعد إلى الطائرة كان هو افورقي.. يجتمع بكارتر وهو ما يزال بعيداً عن الحكم مما يعني أن صفة أخرى تجعل كارتر يهبط الخرطوم حتى يلقاه.. ويتجاهل حكومة السودان كلها
> ومخابرات الصادق حين ترفع عيونها الغاضبة.. يخادعها افورقي بانه يغلق باب بيته في الرياض بينما هو يقضي الليل في منزل سري في أم درمان
> ومدهش انه هناك يلتقي بالرجل الذي نحدث عن أمجاده في الفقرة الأخيرة.
> بعدها بيوم كان افورقي يختفي
> و..
> نعرف .. ونعرف.. ونعرف لكننا نعرف «بعد» الأحداث
> ويوم نعرف الحدث «قبل» وقوعه.. عندها نصبح مؤهلين للعيش في عالم اليوم
> وأحداث مؤلمة يجرى الإعداد لها نسردها .. أو نسرد بعضها. حتى لا تقع
> خصوصاً أن خريطة أفريقيا الجديدة التي تصدرها جامعة كمبردج أخيراً.. لا وجود للسودان فيها
> مثير أن الدولة كان يجري نخرها من الداخل أيام الصادق والسفارات تعمل.. والصادق لا يعلم.. والإنقاذ تمنع الانهيار
> والآن الدولة يجري نخرها من الداخل بالأسلوب ذاته
> والدولة كان لديها مجلس هو العقل المفكر الذي يمنع الكوارث
> .. وحلوه..!!
> .. ولو أن المجلس كان هناك لكان قد جاء بسؤال صغير يقول
: أين ذهبت مليارات الكهرباء التي ظلت تكدسها..
.. ولكان المجلس قد سأل
: كيف يقول مصطفى عثمان شيئاً عن الصادق لينفيه غندور بعد ساعتين.
.. ولكان المجلس قد سأل عن
: من هذا الذي يملك سلطة حل المجلس هذا بعيداً عن الدولة؟!.
[/JUSTIFY]

آخر الليل – اسحق احمد فضل الله
صحيفة الانتباهة
[EMAIL]akhrallail@gmail.com[/EMAIL]