أبشر الماحي الصائم

السقوط عند اللمسة الأخيرة

[JUSTIFY]
السقوط عند اللمسة الأخيرة

نقل عن مسؤول القطاع التنظيمي بالمؤتمر الوطني الأستاذ حامد صديق تصريحه.. بأن عملية تصفية الحسينيات الشيعية الإيرانية بالسودان لن تؤثر في علاقة البلدين.. ويفترض – والحديث لمؤسسة الملاذات الجناح الاستراتيجي – أن القطاع التنظيمي في الحزب بمثابة العقل المدبر.. وعليه في هذه الحالة أن يستثمر الحدث إلى أقصى مدى ممكن.. كأن يركب مع الآخرين الخيول المسرجة تجاه دول الخليج.. على أن هذه الخطوة الجريئة ستكون بمثابة فتح جديد لبلاد (النيل والشمس والصحراء) والحصار في الإقليم والمنطقة.. لطالما أحكم علينا الخليج والجزيرة العربية المقاطعة الاقتصادية تحت مسوغات العلاقة الإيرانية.. أم إن المصرح من المؤتمر لا يصرح، وهو مؤمن ومدرك لما يقول.. وإلا استدرك الباشمهندس صديق أننا تلك الدولة التي تباصر منذ وقت طويل لتجد لها موطء قدم في الإقليم، وقد حانت الفرصة التي أهدرها رجل التنظيم، وهو في مواجهة المرمى الخالي.. فاعترته حالتنا القديمة الجديدة، فتعثر عند اللمسة الأخيرة، فكان عند الضربة (أوف سايد) !

المدهش أن تصريحات دكتور مصطفى عثمان مسؤول السياسة بالحزب لم يجف حبرها بعد، وهو يقطع بأن حزبه وحكومته قد تضررتا كثيرا من تصريحات الآخرين.. على أن هذا الحق سيكون بعد اليوم فقط بيد القطاعين السياسي والإعلامي، ولم يذكر القطاع التنظيمي الذي قطع رائده بأن الخطوة الحسينية ليست خصما على العلاقة السودانية الإيرانية.. ذلك بمعنى أنها ليست بطبيعة الحال والتصريح لصالح تصالُح وتقارب مفترض مع الجزيرة العربية والخليج !

تمنيت لو تركت هذه اللعبة للسيد كرتي ووزارة الخارجية كونها الجهة التي تقف في المكان الصاح وتكشف كل الميدان.. ليس عندي شك في أن دبلوماسيتنا كانت ستحرز منها هدفا نحن في أشد الحاجة إليه لأنه سيعزز من مكانتنا في مونديالات الإقليم و.. و..

ولئن كان الباشمهندس صديق يتحدث عن مبدأية أخلاقية، فلا يفهم كيف أنك تستهدف المعتقد الشيعي في عقر حسينياته، ولا تستهدف الدولة الإيرانية الراعية له.. فرسالة الحكومة القوية التي يجتهد صديق في أن يجعلها باردة مقصوداً بها دولة إيرن التي جعلت حسينياتها تمرح وتسرح في بلاد سنية لم يخل بيت فيها من أسماء الصديق وعمر وعائشة رضي الله عنهم أجمعين.. فيفترض أن المبدئية هي أننا نعيد لعقيدتنا هيبتها ووجهتها، ولاذنب لنا إن كان هذا التصويب يخدم اقتصادنا وصلاتنا مع إخواننا في العقيدة والدين.. على أننا في هذه الحالة نصيب هدفين إثنين هما الدنيا والآخرة، فنزداد كيل بعير ذلك كيل يسير..

مهما يكن من أمر أننا يجب أن نولي وجوهنا شطر بكة وبيتها توحيدا وعبادة وطمعا في أن يكون لنا بعد ذلك نصيب في دعوة أبينا إبراهبم عليه السلام، وعلى نبينا محمد أفضل الصلاة والسلام.. “رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ”… القبلة والثمرات والنفط والاستثمار..

أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.. قوموا لمفارقة الحسينيات ومقاربة المعتقدات ورصوا صفوفكم، إن الله لاينظر إلى الصف الأعوج..

[/JUSTIFY]

ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]