أم وضاح

سيب الخرطوم قوم بارحه


[JUSTIFY]
سيب الخرطوم قوم بارحه

واحدة من محاسن العمل الإعلامي وهي والحمد لله كثيرة لدرجة أنها تغلب على المرارات التي نشعر بها أحياناً، أو ندفع للشعور بها دفعاً، واحدة من هذه المحاسن أن العمل الإعلامي يتيح الفرصة لولوج عوالم ما كان له أن يجلها لو أنه امتهن مهنة أخرى أو مارس اي نشاط آخر، وفي هذه العوالم تتعرف على شخوص يستحقون أن نضيفهم الى دفتر الخوة والصداقة دون تردد، ومن هذه العواصم التي ما كنت اتخيل أنني سأصلها ربما لبعد المسافة أو لأنه ليس هناك من رابط أسري أو اجتماعي يصلني بها، رغم سماعي عن جمالها واتساعها وترحابها، إلا أن من رأى ليس كمن سمع، والمنطقة التي زرتها أمس الأول وأنا أسجل «للبساط احمدي» على قناة النيل الأزرق في حلقة عيدية مع الفنان الأستاذ عاصم البنا هي منطقة البطانة التي ينتمي اليها عاصم عشقاً ودماً، وبالفعل غادرنا الخرطوم متجهين صوب الشمس لاكتشف وبعد دقائق من وصولي الى هناك أنني قد «فُلترت» ولفني السكون والصفاء، وأرض البطانة منبسطة بلا حدود تلتحف السماء وتجلس على الخضرة الناعمة، وكأن المكان قطعة من الجنة، ولأننا اخترنا ركناً قصياً من أرض البطانة تحللنا لساعات من رنين الهواتف ونغمات الواتساب، مثلما نظفنا رئاتنا من عوادم السيارات التي أظن أنها السبب في حرقان الروح وفوار الدم الما معروفة أسبابه!!

أنا بصراحة وفي أحيان كثيرة اسأل نفسي (انتو الناس دايرة شنو من «خرطوم الجن دي) حتى تتكالب وتتهافت عليها، والأرض الكريمة تحيطنا بحنو تدعونا للارتماء في حضنها بلا تردد، وبالمناسبة كرم البطانة الفياض يحتاج الى تفسير لأنه إما كرم استمدته واستعارته من أهلها أو أن العكس قد حدث، فأفاضوا أهلها بكرمهم فحاكاهم الشجر والزهر والمطر.. أنا في حياتي ما رأيت كرماً مثل كرم هؤلاء، ولكأنك تحس أن واجب الضيافة يملي عليهم ألا تمشي في الأرض وأنه عليهم أن يحملوك عنها حتى لا تتعب أو تتغبر قدماك! لذلك هي دعوة مني للمسجونين في الحيشان والأبراج وغابات الأسمنت أن اعيدوا ترميهم ذواتكم وتجميل دواخلكم بمثل هذا البراح في المكان والنفوس، تحرروا من الخرطوم ولو لساعات لتكتشفوا السودان الحقيقي أرضه وإنسانه، والبطانة هذه أرض ماعونها يستوعب كل القبائل التي تعيش في محبة ووئام وتصافي، والوجوه التي اجتمعت أمس أكدت هذا المعنى.. فالتحية لشيوخ العرب أخوان فاطمة أحمد الكباشي من وجهاء ورجالات قرية الكباشي العظيمة لأولاد المهدي معتصم، والصديق، وحاتم جبريل، وعبد الله عويضة من قبيلة البطاحين «النارم بتوقد للفجر».. والتحية لعبد العظيم تيتابا من الجعليين وللأخ أبو ذر من «قندتو».. والتحية للأخ الفنان «الجنتلمان»- رغم الصديري والعراقي- مبارك البنا.. والتحية لفاكهة اليوم ابو قلباً ابيض الفنان الكبير حسين شندي.. والتحية أيضاً لقبيلة الحسانية وابنها حمزة.. والشكر والتقدير لشيخ العرب عاصم البنا ولأسرته وأولاده وبناته وياهناه بي هناه!

كلمة عزيزة

فرقة عد بابكر للرقصات الشعبية تستحق أن تعتلي المسارح لتعبر عن الفروسية والتراث السوداني الأصيل، الفرقة تحتاج لدعمها بالفنيات التي تطور من شكل أدائها وعطائها!

كلمة أعز:

السيوف التي شهدتها «تتطاقش» في البطانة أكدت لي أن البلد دي محروسة والقاصدها بي شر ما بنال مراده، لكن تضاعفت قناعتي عشرات المرات بالأمس من داخل منسقية الشرطة الشعبية والمجتمعية- معقل الرجالة والرباط- وبكرة أحكي ليكم!

[/JUSTIFY]

عز الكلام – آخر لحظة
[EMAIL]omwaddah15@yahoo.com[/EMAIL]


تعليق واحد

  1. بسأل من تعليقي بالأمس وين راح وهل تعليقي غير ملائم حتي يحذف .. افيدوني افادكم الله