أبشر الماحي الصائم

البرلمان.. النزول الصاح للمكان الخطأ

[JUSTIFY]
البرلمان.. النزول الصاح للمكان الخطأ

في أخبار الأمس أن أربعاً من لجان برلماننا الموقر قد نزلت للأسواق على متن توجيهات السيد رئيس البرلمان الفاتح عزالدين.. خطوة جيدة أن يتداعى البرلمانيون بالقلق والأرق لما أصاب الجماهير من حمى ارتفاع الأسعار واحتدام نيران الأسواق.. غير أن المكان الجيد لمعركة البرلمانيين المحتملة ليست بتقديري هي الأسواق.. فلئن كانت هنالك وفرة معقولة في السلع وروح حية وفاعلة في الجنيه السوداني لما أمكن بعض الانتهازيين التلاعب بالأسواق أسعارا واحتكارا.. فارتفاع حمى الأسعار هو عرض لمرض عضال أصاب جسد الاقتصاد السوداني.. على أن الأنجع من ذلك كله مخاطبة الداء الأصلي، ولاسيما أن البرلمان الموقر بيده آليات التشريع والاستدعاء والمساءلة.. فأعضاء البرلمان الموقرون المنتخبون أكبر وأعظم من أن يتحولوا إلى شغيلة أسواق كما يفعل رقباء المحليات ليطوفوا على الملجات والتشاشات والكناتين والبقالات و.. و..

الرأي عندي أن تنزل هذه اللجان الأربع إلى مظان الإنتاج.. قوة الدفع الحقيقية للاقتصاد.. أن تتوزع اللجان بين القضارف والجزيرة والنيل الأزرق وسنار لتذلل على الأرض مباشرة المعوقات التي تواجه الموسم.. لولا نفر من كل لجنة فرقة للحقول والمزارع لإنجاح الموسم، فالقصة المرهقة تبدأ من هناك..

سيدي دكتور الفاتح عزالدين أحفظ لكم ثورة قديمة جديدة من لدن شباب والوطن وصولا لوطن التشريع وبيت الرقابة والخطط الاستراتيجية.. فلا يقعدنكم وينال من همتكم هواة طواحين الهواء فاعطوا أهمية قصوى للجنة الزراعية والحيوانية، فهي الكفيلة بإعادة الثقة في أنفسنا وبلدنا واقتصادنا وجنيهنا الذي أنهكته مؤتمرات السياسيين الخواء.. وليكن مشروع الجزيرة قضيتكم الزراعية القصوى.. حيث تابعت منذ أيام مداولات الأعضاء الموقرين عن المشروع، غير أني اندهشت لنزوعات البعض وحساسيتهم المفرطة تجاه المستثمرين.. وقولهم لن نبع أراضينا للأجانب والمتغولين! فمن قال إن الاستثمار بيع للوطن والأرض والقضايا.. بالإمكان إيجاد شراكة ذكية بين الأضلاع الثلاثة.. المزارع والمستثمر والحكومة.. فأزمة زراعتنا كما تعلمون ليست في سعة الأرض الزراعية، فالقضارف والجزيرة لوحديهما تتمددان في مساحة عشرة ملايين فدان.. بقدر ما أن الضيق في أفقنا وقلة حيلتنا وشح إمكاناتنا وقدراتنا المادية.. فنحن نزرع أرضا كثيرة لنجني منها ثمرات قليلة لأنها زراعة غير ممكننة وغير محزمة تقنيا.. فالأجدر بنا وفي ظل انفتاحنا الإقليمي – ولاسيما الخليجي – أن نسعى لاستقدام بني عمومتنا وجيراننا الذين يشاركوننا العقيدة والوجهة والمستقبل و.. و.. ولنصنع أمن أمتنا الغذائي.. ولا تنسوا سيدي أصدقاءنا الصينيين، فكما فجروا لكم الأرض نفطا وزرعوها أنابيب ومواعين بترولية، يمكن أن يساهموا في الثورة الزراعية التي نتطلع أن تنطلق شرارتها من برلمانكم الموقر و.. و..

سيدي بإمكان لجانكم الموقرة التي نزلت للأسواق أن تتعامل في ظل ثوب اقتصادنا القصير.. الذي إن ستر الأرجل انكشف الرأس.. وإن ستر الرأس انكشفت الأرجل.. فالحل في صناعة ثوب مديد يغطي هذا الجسد الأفريقي المديد.. مع واجب الاحترام والتقدير..

[/JUSTIFY]

ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]