اسحق احمد فضل الله

الحوار«3»

[JUSTIFY]
الحوار«3»

«1»
> أستاذ..
> نستعير التعبير النسائي لأن المرأة هناك تحتاج إلى جرأة أكثر من الرجل.. لترقص.
> وعن الجرأة والعين القوية قالت السودانية
: الرقيص مو حناسة.. قوة عين وانفناسة.
> ومعليش.. فالكلمة مدببة إلى درجة تجعل الشيوعيين يذبحون بها من يتخلف منهم..
يقولون: انفنس.
«ألا ترى أن الحزب الشيوعي الآن كله قد انفنس».
> والحوار الآن يحتاج إلى قوة العين.. ويحتاج عند وصف بعضهم إلى كلمات تثير الخجل.
«2»
> والحوار يحتاج هوامش.
> وأمس الأول.. عووضة يقول إن الشيوعيين مبدعون
> وفرز الأشياء / تمهيداً لحوار سليم/ يجعل الحديث هذا – حديث عووضة.. مدخلاً جيداً للفرز.. ومدخلاً لما نريد.
> والشيوعيون مبدعون.. نعم.. لكن المسافة بين الإبداع وبين دقة العملية السياسية/ التي لها كل مواصفات الجراحة/ المسافة هذه أنموذجها وردي.. يرحمه الله.
> والأمر أوردناه.. وقبل حديث عووضة بأسبوع .. نشير إلى أن وردي ما بين الاستقلال والإنقاذ ظل يغني لكل حكومة.
> لعبود غنى «سبعطاشر نوفمبر هب الشعب» ولأكتوبر التي تطرد عبود.. غنى أروع غناء..
> وللنميري الذي طرد أكتوبر غنى وللانتفاضة التي طردت النميري غنى.. و..
> الرجل يغني في «إبداع» ويتجاوز الإبداع إلى ابتكار أروع صورة تقول إن «الابداع.. شيء والفهم السياسي شيء آخر»..
> وإلى التناقض الذي هو قوة عين وانفناسة.
> و لعل عووضة أنموذجاً لآخرين.. ولنوع من «الفهم» الغريب.
> ونذهب إلى الحوار
> وفي الحوار الآن عرمان يجد أن
: قرنق يعجز لعشرين سنة عن دخول الخرطوم خلف البندقية.
> عندها ما يبدله قرنق ليس الهدف.. ما يبدله هو .. الأسلوب.
> ومن هنا جاءت نيفاشا
> ثم دخول الخرطوم ثم الإمساك بحلقومها إلى درجة تجعل وزراء الخارجية العرب في جلستهم ينظرون في دهشة ومن تحت النظارات إلى وزير خارجية السودان العربي المسلم.. الذي هو.. لا عربي ولا مسلم.
> كان دينق ألور هو الوزير.
> وقرنق يصل إلى مفاتيح البلاد.. والخارجية والبترول والإعلام والتعليم العالي..
> عرمان يريد الآن مثلها.
> وعرمان كان هو «طليعة» وفد قرنق قبل دخوله الخرطوم.. وطليعة عرمان الآن… من؟!
> وفي الحوار الآن.. هدف عرمان لا يتبدل. ما يتبدل هو الأسلوب.. والأحزاب.. التي تجدِّع بالأحجار وهي باركة.. هدفها لم يتغير.
> وشيء صغير هو ما يتبدل.. في كل شيء.. فيبدل كل شيء.
> فأنت لا ترفع صوتك بالغناء ولا ترقص وأنت تأكل بلح الشمالية.
> لكنك تفوق كرومة حين تكرع كوباً واحداً من البلح هذا.. بعد أن يحدث له شيء بسيط.
> والأسلوب الجديد الآن.. عند التمرد العائد هو صناعة التحول البسيط هذا.
> وما يجعل الكوب الحارق يتسلل إلى عروق الناس مباشرة هو..
الفقر.
> وصاحب السفينة يشرح.
«4»
> ويقول صاحب الحكاية إنه لما كان في سفينة تسير بهم أياماً ينظر إلى شيخ له هيئه ونحو.. ويبدو عليه أنه من أصحاب الحديث والفقه.
> قال: فلما كان قليلاً رأيت شاباً نصرانياً يصب له كاساً من الخمر.. والشيخ يشرب.
> وسألت الشاب عما يشرب الشيخ فقال.. الخمر.
> فدنوت منه وجعلت أعيب عليه أن يشرب مثله الخمر.
قال: الرجل حدّق في وجهي ثم قال
: من انبأك أنها خمر؟
قلت: الشاب هذا.. النصراني.
.. قال: فجعل ينظر إلى وجهي مستهزئاً ساخطاً وهو يقول
: إنا نحن أصحاب الحديث .. يأتينا الحديث عن الزهري عن نافع عن ابن عمر فنطعن فيه ونرده.. وأنت يحدثك غلام نصراني بحديث فتصدقه.. ما أشد حمقك
.. كب يا ولد..
> وما نريده هو أن الناس، تحت الفقر سوف يردون حديث الزهري وابن عمر إن هو استنكر عليهم اتباع خمر عرمان المغموسة في المال.
> وعرمان ومخططه الجديد
ينظر إلى ما يفعله الفقر بالناس.
> ويجد أنه يستطيع أن يسقي الناس ما يريد.
> وأن الناس حين يعيب عليهم من يعيب يجيبونه بمثل إجابة الشيخ.
«5»
> وكل هذا نجعله تمهيداً للحديث عن طرف في الحوار القادم
طرف.. هو وحده من يدير الحوار القادم.
> على الرغم من أنه طرف لا يكاد يشعر بوجوده الآن أحد.
> طرف هو نجاح بعض شركات القطاع الخاص التي تصنع الآن نجاحاً رائعاً.
> نحدث عنه.. وعنها.
> ومنها.. سودابوست.
٭٭٭٭
بريد
> الأستاذ الذي يرد على حديثنا عن بعض الجهات بقوله للناس
: لازم نضرب إسحق فضل الله
> مرحباً.
[/JUSTIFY]

آخر الليل – اسحق احمد فضل الله
صحيفة الانتباهة
[EMAIL]akhrallail@gmail.com[/EMAIL]