الانتفاضة.. في برجك اليوم
هل نستطيع الآن أن نصف الأمور السياسية بأنها بدأت تتخذ مسارات تصحيحية يمكن أن تقود للحل وللانفراج العام، بشرط أن يخلص الساسة نواياهم ويتذكروا حال البلد؟
في اعتقادي أن الأحوال السياسية تمضي للأفضل بعد بارقة أديس لكن المهم أن يدرك ساسة المعارضة أن الرهان على الضغط والحصار الدولي كان قد بلغ حده النهائي ومداه الذي لا توجد درجات أبعد منه، ومع ذلك ظل النظام يتنفس ويحكم ويجدد مراحله وظل الشعب السوداني وحده يدفع الثمن. وأن ينتبهوا لحقيقة أخرى تقول لو كان الشعب السوداني يقرر في نفسه ثورة جماهيرية (ربيعية أو خريفية) فقد مرت عليه أسوأ مواسم الضغط المعيشي وضيق الحال وأنسب الفرص للانتفاضة، لكنه لم يفعلها لأنه شعب يتقن مهارة الأخذ بالدروس والعبر، أخذ الدروس من اليمن ومن العراق ومن ليبيا وحتى من مصر.
بعض تلك الدول لم تكن مهيأة لما هي عليه الآن من صراعات دموية مسلحة مثلما هو حال السودان المهيأ أصلا للانفجار والتقسيم والتفتت.. السودان الذي يمكننا أن نجزم بأنه لو قضى أسبوعا واحداً من أسابيع الفوضى التي تعيشها العراق أو ليبيا واليمن لتقسمت خارطته فوراً إلى أربع دول على الأقل. وحينها لن نسمع صوتاً لأفندية المعارضة التأليبية من الذين لا يتعلمون من التاريخ شيئاً ولا يحسنون قراءة مآلات التعنت و(اللكلكة) التي يمارسونها بمزاج مترف وخيال حالم.
ينتظرون أكتوبر وأبريل باعتقاد جازم بأن في تلك التواريخ قوة خارقة ربما ترتبط بالرقم أو باليوم.. ثورة على طريقة قراءة الكف وأبراج الحظ..!
أستاذنا في المرحلة المتوسطة كان لا يحب كتابة التاريخ على السبورة فكان يكتب مكان التاريخ دائماً بيت شعر يقول (إن الذين يؤرخون حياتهم بمطالع الأفلاك لا يحيون).
القراءة للواقع تقول لو زالت السلطة بالقوة الآن فستزول معها الدولة ولن تكتمل فرحتهم بزوال نظام (الكيزان) من الحكم لأنهم لن يجدوا وطناً يحكمونه.
ولا يعني هذا أن نظام الإنقاذ نظام ساحر باهر وعبقري لدرجة أن جعل مصير الدولة يرتبط بوجوده، لكنها ظروف داخلية وإقليمية معقدة جعلت تغيير وتصحيح النظام بشكل موضوعي هو الخيار الأسلم والأكثر ضماناً لبقاء الدولة السودانية الحالية.
لا زلنا نقول إن مبادرة الحوار بكل ما فيها من عيوب هي خيار العقلاء وخيار من يحبون السودان وينتمون لهذا الوطن الذي لا نريده عراقاً ولا يمناً ولا ليبيا.
نقول إن الأمور يمكن أن تتحسن بل تُحل نهائياً لو احتفظنا بكرت أديس الجديد وعملنا على تطويره.. ولو قمنا بالتخلي عن نظرية الانتقام والثأر واستبدالها بالمحاسبة اللاحقة على أساس عدالة حكم القانون، والدستور الذي ينتجه حراك التوافق الوطني الممكن.. وليس المستحيل!
نظرية الانتقام لا تفيد لا السلطة ولا المعارضة وكل العقلاء يتمنون الآن أن لا تمر ساعات هذا اليوم إلا بعودة كل المعتقلين السياسيين الى بيوتهم، وذلك لتعزيز الحوار والتوافق وجعله ممكناً.
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.
[/JUSTIFY]جنة الشوك – صحيفة اليوم التالي
ياسيد شوكتك دى لا بتطعن ولا بتجيب دم الحكومة جلدها تقيل انشى وريحنا بالل
ه