زهير السراج

كأس الجوع !!


[ALIGN=CENTER]كأس الجوع !![/ALIGN] * سؤال بسيط أرجو أن يحاول كل منا أن يجيب عليه فى سره ، ولكن بعد أن يقرأ الحيثيات المرفقة .. ( من كان الأولى بالمال العام والخاص ، تلاميذ فقراء لا يتناولون وجبة الافطار فى المدرسة تعتصرهم الام الجوع ، ام معسكر إعدادى فى مدينة الاسماعيلية بمصر استعدادا لدور الثمانية فى البطولة الافريقية لكرة القدم يلعب فيه المريخ اولى مبارياته التجريبية أمام فريق أكاديمية الفن العربى؟!)، وعندما نضرب المثل بالمريخ لا يعنى ذلك إستثناء الهلال أو أى ( شئ ) آخر تهدر عليه الاموال الطائلة بلا فائدة تذكر، ويمكن لأى شخص أن يضع المثال الذى يروق له بدلاعن الهلال والمريخ فى الطرف الثانى مع الابقاء على التلاميذ الجوعى فى الطرف الاول!!

* ونبدأ حيثياتنا بخبر (صغير) أوردته الزميلة الغراء ( الرأى العام) على استحياء شديد بعدد الامس، ولم تنقله عنها أى من المواقع الالكترونية السودانية العديدة التى درجت على إعادة نشر ما يرد بالصحف، مع أنه يجب أن يكون الخبر الرئيسى ، ولو حدث فى أى مكان آخر فى العالم، لتصدر الصفحات الاولى وأدى لاستقالة الحكومة قبل أن يجف الحبر الذى كتب به !!

* يقول الخبر: ( اطفال صغار يتوجهون لمدارسهم صباح كل يوم بدون «حق الفطور» بسبب فقر عائلاتهم، ويظلون جوعى طيلة اليوم الدراسي حتى عودتهم لمنازلهم بعد الظهر.. التلاميذ الفقراء الذين لا يفطرون ينتشرون بمدارس البلاد المختلفة. اللجنة الشعبية بالشجرة جنوب الخرطوم، قامت باحصاء عدد التلاميذ الفقراء الذين لا يتناولون وجبة الافطار باربع مدارس بالشجرة جنوب هي: «عثمان حسن ارباب- عبدالعزيز حسن خليل- منى عبدالله دراج- خديجة بنت خويلد»، حيث بلغ اجمالي عدد التلاميذ، من الجنسين الذين لا يتناولون وجبة الافطار بالمدارس المشار اليها حوالي «1219» تلميذاً وتلميذة.. اسماعيل محمد حسن، رئيس اللجنة الشعبية بالشجرة جنوب اكد هذه المعلومة «المزعجة» مما جعلهم يطرحون مشروع اطعام التلاميذ الفقراء بالمدارس الاربع، تحت شعار «سندوتش لكل تلميذ».
«الصحيفة» تضم صوتها الى اللجنة الشعبية بالشجرة، وبكل المدارس بمدن واصقاع البلاد المختلفة، ونناشد اهل الخير، وديوان الزكاة الاتحادي وبالولايات قاطبة مساعدة التلاميذ الفقراء الذين تجبرهم ظروف عائلاتهم على عدم تناول وجبة الافطار بالمدارس، مما يؤثر على تحصيلهم الدراسي وصحتهم ).

* تخيلوا .. 1219 تلميذة وتلميذ لا يتناولون طعام الافطار فى أربعة مدارس فى منطقة صغيرة جدا( الشجرة جنوب ) وهى فى قلب العاصمة، فكم يكون العدد فى مدارس السودان مجتمعة؟ أما الجهة التى تناشدها الصحيفة لمساعدتهم، فهى ديوان الزكاة المأمور حسب التكليف الربانى باخراج الزكاة للفقراء والمساكين، كأولوية، كما جاء فى الاية الكريمة.

* الحيثيات مختصرة جدا جدا وهى عبارة عن سؤال واحدا ..( ما جدوى إقامة معسكرات خارجية للأندية الرياضية تهدر عليها ملايين الجنيهات لملاعبة فرق مثل أكاديمية الفن العربى، بينما منتخبنا الوطنى لكرة القادم جثة هامدة، والأدهى والأمر أن لاعبيه لا يجدون ما يعبرون به عن فشلهم وعجزهم وهم يتجرعون الهزيمة امام غانا فى عقر دارهم، سوى اطلاق النكات والضحك عليها أثناء المباراة) !!

* الان يمكنكم أن تجيبوا على السؤال، ولكن سرا من فضلكم !!

drzoheirali@yahoo.com
جريدة السودانى، 24 يونيو، 2009


تعليق واحد

  1. الدكتور زهير/ متعك الله بالصحه . فعلا خبر مؤلم وأكيد أسر هؤلاء التلاميذ هم ايضا لايتناولون وجبة افطار حتى عودة ابنائهم ليتقاسموا معهم ما هو موجود من طعام . يا حليل أيام نميرى كنا بنفطر في المدرسه بى سندوتشات ( ساردين) وبنشرب كاسات حليب بعد الحصه الرابعه فترة ( الفسحه ) جعلها الله فى ميزان حسناته . امين

  2. انه مما يثير الحزن والالم ألا تجد هذه العصافير الصغيرة مايعينها علي الاستيعاب والتركيز وكلنا يعلم العلاقة بين الجوع وضعف التركيز والاستيعاب .. ترتيب الاولويات هو ماينقصنا أستاذنا زهير أو قل هو ماأوصلنا الي مانحن عليه .. لك التحية دكتور ولك الله ياوطن …

  3. عزيز دكتور زهير ، متعك ربي بالعافية .. درج اصحاب الاهتمام بالارقام والاحصاء والبحث والاستطلاعات على أخذ شريحة من اي مجتمع كعينة دراسية لظاهرة ما .. فاذا اعتبرنا ان ما قامت به اللجنة الشعبية بالشجرة (جنوب الخرطوم) عينة دراسية لهذه القضية (طلاب فقراء لايتناولون افطارهم ) فان الرقم يكشف هول الاوضاع ، وعمق المأساة التي نعيشها .. كم ياترى مثلهم في هذا المليون ميل مربع ؟ ماذا نحن فاعلون امام الله يوم القيامة ؟ كيف نبرر غفلتنا ونداري سوءاتنا ؟ كيف يتمكن ولاة امرنا من تناول افطارهم ؟ابتداء من رئيس اللجنة الشعبية بالحي .. مرورا بالمسئولين الاداريين وانتهاء بالسيد الوالي ؟ ان اردت الصعود فاصعد الي حيث شئت في مراقي المناصب …. كلنا سندخل في ربقة المسئولية امام الله ولن نجد ملاذا حينئذ الي باحة نلوذ بها من هم السؤال ..عزيزي .. ان تعاملنا بالمنطق …, فهل كتب علينا العذاب في دنيانا والسؤال القاسي في اخرتنا ؟؟ اللهم ارحمنا والطف بنا جميعا .. وكفى ..!!!!!!!

  4. ليحزننى أشد الحزن أن هناك طفل صغير جائع.لكن على من تقع مسئولية إطعام التلاميذ .
    هل هى على المريخ والهلال وهل من واجبهما كفريقى كرة قدم القيام بالواجبات الإقتصادية والاجتماعية للدولة.
    إنت يا أستاذ كما يقال(مكنتك خفت) وعينك فى الفيل تطعن فى ضلو.
    المريخ والهلال هما الإشراقة الوحيدة فى الحياة السودانية وهما الوجه الوحيد الذى نقارع به الأنداد من حولنا وشكرهما واجب.

  5. الناس شركاء فى ثلاثة الكلا والنار والماء هذا حديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يتاسف الانسان ان يعانى فلذات الاكباد من الجوع ونحن نملك مليون ميل مربع لابد من الالتفات الى هذه المشكلةفى مهدها لابد من دراسة احصائية لعدد الاسر التى تعانى هذه المشكلة فى العاصمة والاقاليم قبل ان يستفحل سوء التغذية واتمنى المدارس بالتعاون مع المجالس التربوية والجمعيات الخيرية ان تهتم بهذا الموضوع الان من المؤلم ان تكون اجيال المستقبل بهذه البنية لاننا نرجو منهم الكثير وان لا ينحصر دور هذه الجمعيات على العاصمة فحسب بل يشمل المدن الاخرى والقرى النائية خاصة فى الشرق والغرب والجنوب كى نساعد فى نمو اجيال الغد لبد من اجراء مسوحات كاملة للمناطق التى تتمركزفيها الظاهرة وبدرسات احصائية متكاملة توضح زيادة وانحسار الظاهرة وحلها من جذورها اى بمعنى مساعدة ا الاسر التى تعانى الفقر وتمليك وسائل انتاج لها ليكون هنالك مصدر دخل ثابت لها كما علينا ان نجعل المتابعة بالنسبة لحال التلاميذ من خلال معلمى المدارس …. فى اعتقادى ان هذه المشكلة خطيرة للغاية لانها تمس الانسان واخطرها تمس لاجيال القادمة وذلك يؤثر سلبا فى الاجيال علينا ان نولى هذا الامر اهتماما كبيرا وحقيقة ان الدكتور طرق موضوع فى غاية الحساسية