أستاذ آدم.. عميدا
ﻻ أعرف أأقول العقيد أم العميد (أستاذ آدم)؟.. فآخر عهدي بالرجل كان على كتفه صقر ونجمتان.. وﻻ أعرف إن كان خلال هذه المدة التي لم نلتق فيها قد أضاف نجمة أم ﻻ؟.. فآخر عهدي به عقيدا.. وتكمن أدبيات هذه المسألة التي نتعامل بها كملكيين بعفوية.. في أنها تعني الكثير لأهل مهنة اﻻنضباط.. أذكر لما كان الأخ الصديق، اللواء يونس محمود، رئيسا لتحرير صحيفة (القوات المسلحة).. قد طلبت يومها من كبانية الصحيفة التحدث إلى الأخ يونس.. فقال لي رجل عسكري قح.. ما عندنا زول بالاسم دا.. فاستدركت وقلت إذن أكلم العميد يونس، فاستجاب لطلبي.. بل ربما يذكر الكثيرون قصة الإعلامي الراحل محمد البصيري، الذي قدم ذات منشط احتفالي، الرئيس الراحل نميري على أنه عميد.. فناداه الرئيس وراء ستارة الحفل (وأداه قرصة حارة في أضانه) ثم قال له أنا لواء وليس عميدا.. فلما رجع الرجل لزملائه.. سألوه لماذا استدعاه الرئيس؟.. فقال لهم: (قال لي إنت وين يا بصيري طولنا ما شفناك)! ولعلها فرصة طيبة أن أعترف بجهلي بأبسط أدبيات الثقافة العسكرية.. فكنت أقول لخالنا الفريق الفاتح عبدالمطلب: (ياجنابو) وكنت أتصور أني بهذا أمتدحه إلى أن صححني أحدهم بأن هذه اللقب ﻻ يليق بسعادة الفريق. !
أنا اليوم خرجت ﻷعلي من شأن وقدر المعلمين السودانيين، وذلك عبر دﻻﻻت هذه الواقعة.. فصديقنا (أستاذ آدم) قد عمل لبعض الوقت في بداية حياته العملية بمهنة التعليم.. ثم التحق بإعلام الصيرفة قبل أن ينتهي به التطواف في عرين الشرطة السودانية.. وبرغم كل هذه النقلات والوظائف المصرفية منها والشرطية إﻻ أن الكثيرين ظلوا يستمسكون ويستعصمون بمهنة التعليم.. صقور ونجوم بأكملها باتت تثقل كتف الرجل ولم يكن بمقدورها أن تمحو من ذاكرة الكثيرين مهنة التعليم لدرجة أن أحدهم قال لي ذات يوم: (إنت أستاذ آدم رتبتو شنو).!؟
فقلت له مجاريا: (هو بدرجة أستاذ جامعي) سيما أن صاحبنا دكتور آدم حصد الشهادات العليا وأصبح بالفعل أستاذا محاضرا في عدد من الجامعات السودانية و.. و..
أعيد صياغة هذه المساقات بمناسبة صدور كتاب (غنماية الإشلاك) لصاحبه د. آدم محمد الأمين، والذي يتشكل من مجموعة قصص وحكايات قصيرة، أذكر منها (مناديل من ورق، دولة الموبايل، زينب الداية والكوشة) وبعض الحكايات الأخرى المأخوذة طازجة من واقع الحياة و… و..
فصديقنا أستاذ آدم الذي عرفته لعقدين من الزمان هو (محض فنان) من الذين ترهقهم تطلعاتهم واهتماماتهم المتعددة.. تخرَّج في كلية الإعلام، شعبة الصحافة، فخسرته الصحافة وكسبته الشرطة ..
مخرج.. أخشى والحال هذه، وبعد نشر هذا المقال، أن يسارع سعادة العقيد ليقول لي بعد (أرصة في الأذن) أنا أصبحت عميدا وليس عقيدا ..
[/JUSTIFY]ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي
[EMAIL]Malazat123@gmail.com[/EMAIL]