فدوى موسى

التطوع!


[JUSTIFY]
التطوع!

صديقتي الغالية دائماً ما تكون متنبهة لتفاصيل التفاصيل في تحليلها لكل كبيرة وصغيرة، وفي توصلها لنهايات الأمور دائماً ما ترد بعض الهنات والإخفاق لعدم التجويد في الأمر أو الدخول إليه من بوابة التطوع غير المبرر.. ودائماً ما تقول أجمل ما عند الخواجات أن كل فرد فيهم يعرف دوره وتخصصه أو الجزئية التي هو معني بها فلا يتعدى حدوده للآخر، ثم إنهم لا يحشرون أنفسهم في خصوصيات الناس.. ومرد ذلك إلى هذا الجمال في حرية تعاطيهم مع الحياة، حيث لا يحتقنون نفسياً تجاهها، لذا حتى تطوعهم يكون مخلوطاً بشيء من الحنكة والفائدة للآخر أو للمحيط من حولهم.. ولكن (صديقتي) ترى أن هناك نوعاً من التطوع ندرك هنا بشيء من الضرر البائن لمنظومة وتراتيب بعض الأمور.. ففي كثير من الأحيان يحدث هذا التطوع حتى من بعض المثقفين وأصحاب المكانة المرموقة.. فكل شيء سهل عندنا لدرجة المرونة.. نتطوع بالمعلومات بشكل غير مباشر حتى للخصوم والأعداء لذا دائماً ما يكون «ضهرنا» مكشوفاً، وليس أدل من بعض العوجات التي بدأت تظهر في المجتمع عندما تطوعنا بفتحه وتركه سهلاً للبعض يمارسون فيه ما يريدون من شكوك السطوة والإمرة انشغل أهل البلد بأمر انتشار المذهب الشيعي وتدفق في ذلك المداد وهم محقون.. تفلت بعض الروابط المجتمعية في انسحاب هيبة الأسرة في أبوتها أو أمومتها أو انتقاص مقادير الاحترام والسطوة العائلية في ظل ضغط واستلاب وحرمان ومغريات.. لذلك لم يكن في فقه التطوع الإيجابي إلا أن المقارب إلى السوء من البعض أن يخرج عن مسار الصحيح والمفروض.. المهم هؤلاء هم متطوعون غير معنيين بالتطوع.. يلاقيك أحدهم ويدلف بك سائلاً عن حالك، ثم يقترح عليك القيام بكذا وكذا حتى ترتقي بوضعك المالي أو الاجتماعي أواي وضعية وأنت ترى في حاله ما يغني عن مجرد قبول مقترحاته.. وأيضاً هي متطوعة فيما لا يعنيها عندما تقول وتقترح بما هي أبعد عنه من قيم ومثل وفضائل.. أو تلك أو ذاك.. أو.. أو…

آخرالكلام :

كل يوم كان يحكي لها عن شخصيته ونبله وتطوعه في فعل الخيرات.. وإنه يخرج من ماله تطوعاً لسبيله هو الأحد الواحد.. ثم جاءت إليه في خاصة مرض والدتها في أيامها الأخيرة.. فأظهر لها الوجه الآخر الذي لا يعرف التطوع الإيجابي.. فعرفت معنى التطوع الممجوج»…
[/JUSTIFY] [LEFT]مع محبتي للجميع[/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email] كيمياء المطر