أمينة الفضل

المستحيل بعينه


المستحيل بعينه
[JUSTIFY] ليس أكثر إيلاماً وحرجاً من التصريحات غير المسؤولة من بعض المسؤولين أو ما يسمون أنفسهم بالقيادات، وحري بالقيادي أن يكون أكثر انضباطاً في حديثه وألا يرمي الحديث جزافاً وعلى عواهنه ليجد صدى ما تفوه به على صفحات الصحف مادة للنقاش أو السخرية أو الامتعاض من مثل هذه الأحاديث التي تُقال دون أن يحسب قائلها حساباً لمن يتلقوها عنه، وكثير من المفردات الغريبة جاءتنا من مسؤولين في المؤتمر الوطني والذين تفوقوا على الإمام الصادق المهدي في مفرداته الغريبة وأمثلته التي لا ندري من أين يأتي بها، فقبل أن يترجل من مقعده كان دكتور نافع علي نافع يتحف الصحف بغرائب مفرداته وسار على دربه من اقتدوا بمذهبه وأعجبهم سيل مفرداته وغرابتها ولم تسلم نساء الحزب من بعض التصريحات التي تأتي في غير محلها ووقتها، ورغم أني لم أتعرف على تلك التي قللت من مقدرة المرأة على منافسة الرجال في بعض المواقع القيادية، الا أنني قد قرأت قبلاً حواراً أجرته احدى الصحف مع إحدى أمينات المرأة والتي قالت إن المرأة غير مستعدة لمنافسة أخيها الرجل في منصب الرئيس او الوالي او حتى منصب المعتمد والذي لا يعدو كونه منصباً تنفيذياً فقط، لكن سيادتها قللت من قيمة نساء حزبها وتحدثت باسمهن، بل وألجمت السنتهن عن الحديث بقطعها أنها ممثلة للنساء، فأي استهتار بمقدرات المرأة أكثر من هذا؟ وكان يجب أن تتحدث هذه التي لا تستطيع منافسة الرجال عن نفسها وتصدق مع نفسها بأنها تريد المحافظة على مقعدها من خلال هذا التصريح الغريب، والغريب أن سيل التصريحات لم ينته عند هذا الحد بل لحق بهم المهندس حامد صديق الذي كثرت تصريحاته في الصحف «والذي لا أدري هل تم تعيينه ناطقاً رسمياً باسم الحزب» آخرها الصفات الـ «18» لمن يود الترشح لمنصب الوالي، بل وهدد بأن كل من تسول له نفسه بالتعامل مع قواعده بالترهيب او الترغيب او أي نوع من أنواع الاستمالة ويأتي بأعلى الأصوات لن يجد مكاناً بين المختارين لأن سمعته تكون قد سبقته، وقبلي تحدث الكثيرون عن الصفات الغريبة المطلوبة في الذين يودون المنافسة لمنصب الوالي والتي لن تتوفر الا في بعض الصحابة رضوان الله عنهم، ولأنهم ــ أي الصحابة ــ غير معصومين من الخطأ فلا عصمة الا للأنبياء فقط، ولذا يصعب في ظل ما نعايشه اليوم توفر مثل هذه الصفات وهذا هو المستحيل بعينه، وكمقترح مني نرجو سحب بعض هذه الصفات حتى لا يصاب الراغبون في المنصب بالحرج حال رفضهم من قِبل المكتب القيادي أو صقور التنظيم الذين يقررون عن الجميع وكأنهم معصومون من الخطأ، وقد أصبح المؤتمر الوطني يغرد وحده في الساحة ويملأ الصحف خاصته بالتصريحات والتنويهات والتهديدات بعد أن زهد الجميع وخرج الصادق المهدي والميرغني خارج البلاد تاركين الساحة للمؤتمر الوطني وحده يعرض فيها بموسيقى نشاز.
[/JUSTIFY]

حكاوي – بقايا مداد
أمينة الفضل
[email]aminafadol@gmail.com[/email]