أمينة الفضل

انتخابات الولاة بين الرؤية العامة والرغبة الخاصة


انتخابات الولاة بين الرؤية العامة والرغبة الخاصة
[JUSTIFY] قدم المؤتمر الوطني بالمركز أُنموذجاً للتنحي عن سدة الحكم لقيادات في قمة العطاء آملين أن تكون التجربة هادية لبقية عضوية الوطني المشاركين في الحكم منذ مجيء الإنقاذ، لكن خاب ظنهم الحسن في إخوة لهم رأوا أن التخلي عن المنصب دونه خرط القتاد، فمازالت الممارسة الديمقراطية وتجربة التنحي وأدب الاستقالة بعيدة تماماً عن الولايات، فمنذ أن بدأ الاستعداد للانتخابات القادمة بالترشح لمنصب الوالي حتى بدأ الحشد لبعض الولاة الذين استخدموا هم أو من يوالوهم بعض الأساليب الغريبة والبعيدة تماماً عن النزاهة والشفافية والقيم التي يحاول النظام ترسيخها، وكنت أتوقع من الولاة الذين ظلوا لخمس سنوات على سدة حكم الولايات أن يفسحوا المجال لغيرهم للاستفادة من الخبرات الجديدة والوجوه الجديدة، لكن وبكل أسف ظهرت بعض الظواهر البعيدة تماماً عما يدعو له المؤتمر الوطني، والدليل على ذلك أن بعض الولاة الذين نالوا درجات عالية استغلوا علاقاتهم ونفوذهم في حشد الأصوات، وهذا الأمر يدخل نوعاً من الشك في نفوس العضوية بعدم نزاهة عملية ترشيح واختيار الولاة، وحتى ولو لم يلتزم المركز بأعلى أو أدنى الأصوات الا أن هذا الأمر ستكون عواقبه وخيمة، وقد يؤدي بآخرين لا تعجبهم النتيجة للتشكك في نزاهة الجهة التي تختار الولاة أياً كانت هذه الجهة، ورغم التحذيرات التي صدرت عن المركز والمواصفات والمعايير التي لا توجد الا عند صحابة النبي «ص» الا ان كل هذا لم يلجم الولاة الطامعين في المنصب من استخدام نفوذهم وتوجيهاتهم لكل العضوية التي يحق لها التصويت، فليس ببعيد الذي حدث بمعظم الولايات ودونكم الجزيرة أقرب ولاية للمركز، والتي تمت فيها ممارسات إقصائية وتشتيت للأصوات وتوجيهات للتصويت للوالي محمد يوسف في بعض المحليات، وبعض المحليات الأخرى انقسمت ما بين عبد الله محمد علي ومعتز موسى، وهناك شهود عيان أكدوا واقعة الحشد والتوجيهات الصادرة عن نائب رئيس الحزب بالولاية الذي أنزلها بدوره للمعتمدين الذي أوصلوها لعضوية الشورى والمؤتمر رغم النفي المتكرر في المؤتمر الصحفي لوالي الجزيرة الذي نفى فيه نائبه للمؤتمر الوطني صدور توجيهات او تهديدات لعضويتهم، وما يحدث في الولايات ليس بعيداً عن علم المركز الذي تفاجأ بترشيح بعض المرشحين لم يكونوا في الحسبان، الأمر الذي خالف تقديراتهم وأربك حساباتهم وسيوقعهم في حيرة من أمرهم حال اقتراب الانتخابات، إذ قد تكون هذه بداية لتشتيت أصوات الناخبين الذين سيقعون بين طائلة الترهيب من جانب القدامى والترغيب من الجدد، وما بين هذا وذاك تتبعثر أصوات الناخبين، وبدلاً من أن يكون هنالك فائز واحد بالإجماع يكون هناك عدة فائزين سيوقعون المركز بلا ريب في حرج شديد، ورغم أن المركز لا يستطيع الإملاء للعضوية في هذا الجانب الا أن الممارسة في الولايات تجاوزت المعايير والقواعد التي وضعها المركز لتهتدي بها الولايات في تسيير العملية الانتخابية القادمة التي كنا نتعشم فيها ممارسة ديمقراطية راقية ليصبح الحزب قدوة لبقية الأحزاب الأخرى، بل والعالم العربي الذي يترقب ربيعاً عربياً يجتاح السودان كما اجتاح عدداً من الدول العربية التي مازالت تعاني من ذلك الربيع الغريب!!
[/JUSTIFY]

حكاوي – بقايا مداد
أمينة الفضل
[email]aminafadol@gmail.com[/email]


تعليق واحد

  1. اما انا فمريّح بالي من كل البلاوي فلا أرشح أحدا ولا أصوت لآخر لان السابقون والقادمون سواء عندي فكلهم ساهموا كل بقدر فيما آلت إليه أوضاع يلادي التي تجلس اليوم على حااااااااااااااااافة الهاوية بانتظار سياسي هاو ( وما اكثرهم) ليركله الى ما وراء الشمس . فلا حول ولا قولا إلاّ بالله وحسبناالله ونعم الوكيل …