منصور الصويم

قصة “عشق صينية” من غرف الدردشة


[JUSTIFY]
قصة “عشق صينية” من غرف الدردشة

يحكى أنّ حكايات وقصصا كثيرة انبثقت عن الواقع التواصلي الجديد عبر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى من خلال ما يعرف بغرف الدردشة (الشات) أو غيرها من الطرق الأخرى التي سهلت كثيرا التلاقي بين الناس؛ لا سيما النصفين (الرجل والمرأة)، وبالطبع أكثر هذه الحكايات (الطريفة/ الغريبة) تتركز على الخيانات الزوجية، وضبط الزوجة لزوجها في حالة عشق تواصلي مع أخرى، أو العكس أن يطيح الزوج بزوجته وهي في حالة هيام تواصلي مع عشيق مفترض في الجانب الآخر من العالم، أو في الشارع التالي، المهم أنه إنسان افتراضي، حنين، ومحب ويقدر المشاعر.. وهكذا أُنتجت عشرات القصص الدائرة حول الثالوث التقليدي (الزوج، الزوجة، العاشق/ ة).. بيد أن بعض الحكايات حدثت بالفعل وهي واقعية مئة بالمئة.

قال الراوي: من الحكايات الغريبة التي تسببت غرف الدردشة في نسج تفاصليها المضحكة المبكية، قصة حدثت في الصين القصية (بناة قاعة الصداقة ومصفاة الجيلي!). والحكاية تتلخص في أن أحد الأزواج لاحظ أن زوجته صارت مشغولة (جدا) بمحادثاتها الدردشية، للدرجة التي دفعته لمراقبتها ومحاولة التلصص على (حساباتها) في مواقع التواصل المختلفة، إلى أن تعزز شكه باليقين وتأكد من أنها تواعد (أحدهم) يوميا داخل الغرف (الافتراضية)، فتألم في صمت ولكنه عزى نفسه بأن الأمر لا يعدو أن يكون خيالا وليد نزوة افتراضية ستزول عما قريب ويعود الحب!

قال الراوي: وتمضي حكاية الصيني وزوجته و(العاشق الافتراضي) وتتصاعد دراميا حين يكتشف الزوج أن (في الأمر شيئا)، وذلك بعد تأكده عبر (التلصص الممنهج) أن حالة العشق بين زوجته وعشيقها المفترض على وشك الخروج من غرف الدردشة (الوهمية) لتأخذ حيزا في براحات و(غرف) الحياة الحقيقة، وذلك بعد ضبطه رسالة إدانة واضحة تؤكد الاتفاق والموعد وتحدد حتى الفندق الذي سوف يلتقي فيه العشيقان، ويتعارفان (وجها لوجه وجسدا لجسد) لأول مرة!

قال الراوي: ما فعله الزوج بحسب المصادر أنه أخذ عنوان الفندق، وانتظر اليوم المحدد وكمن لزوجته أمام الباب، وانتظر قدومها ثم تبعها دون أن تحس إلى أن صعدت إلى (غرفة المواعدة)، فلحق بها وطرق الباب برفق وحين فتحته وفوجئت به كمم فمها و(ربطها) وحشرها تحت السرير وبقي منتظرا العشيق (الافتراضي – واقعي)؛ الذي لم يتأخر كثيرا ودخل لهفا للقاء الحبيبة (الافتراضية الحقيقية) فوجد نفسه بين يدي الزوج القويتين، الذي جذبه وشرع في ضربه قبل أن يكتشف أنه وجها لوجه أمام والده (أبوه يعني!).

ختم الراوي؛ قال: الحكاية (الحقيقية) تلخص مأزق وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة في ما يتعلق بالأسماء الوهمية، سواء في العشق أو السياسية أو حتى جمع التبرعات لمريض بالسرطان!

استدرك الراوي، قال: وقيل إن رأس الزوج (الصيني) اشتعل بالشيب حتى لقب بـ(的中文翻译) وترجمتها العربية “أبو شيبة”.

[/JUSTIFY]

أساطير صغيرة – صحيفة اليوم التالي