لبنى عثمان

موسم الانفصال

[JUSTIFY]
موسم الانفصال

أحببت كثيرا صدق كلماتها.. وتمنيت أكثر لو كان في إمكاني نشر كل ما بعثت به على جدار القلب.. كان بحوزتها كتابات وجدانية عميقة.. فارغة من اليأس ومليئة بالأمل والحياة ..

بادرت بالبوح قائلة: (تكسرت أغصان حياتي وبات الأمل مستحيلا.. فقدت الثقة بنفسي.. دام قلبي لا يسيطر على شيء.. كيف أتمالك نفسي.. قلت وقلت وقلت.. ماذا هناك من تحد.؟

قلت أيضا.. الآمال تتحدى نفسي.. وجدت صعوبة في تحدي أحلامي.. كل ذلك حدث لي عندما انفصلت حياتي.. عندما استقليت بنفسي.. خرجت من دائرة الارتباط وكان الخروج

صعبا ومؤلما) ..

أخذت تنهيدة محمومة خرجت من داخل الطبقات الجوفية لقاع القلب.. واستطردت بذات التنهيدة وبحرارة الكلمات التي خرجت من جوفها قالت: (نعم أنا مطلقة) وأواجه حياتي بخياراتي.. اخترت أن أكون الحقيقة المؤلمة وليس الكذب المزيف.. اخترت أن أواجه حياتي بصدق وليس بلغة المظاهر.. قررت أن أكون.. أنا.. بعدما كنت شيئا يشبهني.. لكنه ليس.. أنا.. (مطلقة).. وليكن.. تحمل كرامتها بداخلها.. ومبادئها في حياتها.. تنظر للمستقبل بأمل وللماضي كتجربة علمتها الكثير ..

هل من الضروري أن أرسم الصور المزيفة لكي أرضي المجتمع.؟

هل أعيش حياة الازدواجية من أجل أن يبتسم الآخرون, بينما أنا في معاناة مستمرة.؟

أين أنا.. وأين هي حياتي.. ولماذا مجتمعنا يتعاطف مع الجلاد ويتناسى الضحية؟.. نحن مجتمع تشغلنا المظاهر الخارجية.. ونستهوي إصدار الأحكام.. ونعتقد أننا قضاة.. بينما نحن جناة..

مرة أخرى عاودت إطلاق تلك التنهيدة.. وكأنها تسحبها بكل قوتها من القاع ..

(لن أنزعج وليست هي النهاية.. بغض النظر عن تضحياتي.. فأنا أحمل ثقتي في الله.. ثم ثقتي في نفسي وأدرك أن الأمطار عندما تهطل على الأرض، فهي لا تذهب هدرا.. حتى وإن بدا لنا غير ذلك.. المعادن الأصلية تعطي لا ﻷنه مطلوب منهاذلك.. بل ﻷنها ترغب في العطاء وتملك قيم الوفاء).

مرة أخرى يدور مشهد آخر من نفس السيناريو.. وكأنها تنفض آخر الأثقال من عليها.. أغمضت عينيها وكأنها تحلم ورجعت برأسها للوراء وكأنها تتكئ به على حائط الذكرى ..

(كنت الحضن الذي يستوعب ويتنازل.. كنت العطاء الذي يستمر ويتجاوز.. كانت الحياة بالنسبة لي.. هو.. وبقية العالم مجرد تفاصيل.. يبدأ يومي بالتفكير في إسعاده.. وينتهي مسائي بمحاسبة ذاتي..هل أرضيته؟ كنت أركض وحدي في مساحة مفتوحة.. محاولة زرع البذور في صحراء جرداء.. إبحار قاس.. ولكن الإبحار بمجداف واحد.. هل هو هدر للوقت وتضيع للجهد؟ ..السعادة حق مشروع لكل إنسان.. وأنا تعودت أن أعطي ولا أمنّ العطاء.. لكننا كثيرا ما نظلم العطاء.. حينما نحوله لفرض واجب.. فقط على أفراد.. وكأن الأمر الطبيعي.. أشخاص يعطون وآخرون حاضرون للأخذ.. غائبون في العطاء

مهما كانت الصفحات بيضاء، فالبثور السوداء تجرح جمالياتها وتشوه واقعها.. وأنا.. وضعت النقطة الفاصلة.. أشعر الآن أن الماضي بكل ماضيه حرف صغير في كتاب كبير.. وأن المستحيل ينتظرني بفرح منذ زمن بعيد)..

** آخر الحقائق **

كنت الحضور المتوج بالعطر

مهما بعدت.. فلن ولم أغلق الطرقات.!!

[/JUSTIFY]

كلمات على جدار القلب – صحيفة اليوم التالي